يازجي خلال تشييع ضحايا “مار إلياس”: على الحكومة أن تتحمّل مسؤولياتها أمام دماء الشهداء

وجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر اليازجي، انتقادات حادة للحكومة السورية الانتقالية على خلفية تعاملها مع التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، مؤكداً أن ما جرى يُعد “مجزرة” بحق مكون أساسي من نسيج المجتمع السوري.

وفي كلمة ألقاها خلال مراسم تشييع تسعة من شهداء الهجوم، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 85 شخصاً، عبّر البطريرك عن استغرابه من غياب المسؤولين الرسميين عن موقع الجريمة، باستثناء وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، التي حضرت بشكل فردي.

وقال البطريرك يوحنا اليازجي: “إن ما جرى ليس مجرد حادثة، بل هو استهداف ممنهج للمجتمع المسيحي، ولم يحدث مثله منذ أحداث عام 1860”. وتابع موجهاً حديثه إلى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع: “سيادة الرئيس، الشعب جائع، الناس تدق أبواب الكنائس وتطلب ثمن ربطة خبز… إن مكالمتكم الهاتفية التي عبّرتم فيها عن عزائكم مشكورة، لكنها لا تكفي. الجريمة أكبر من ذلك وتستحق وقفة مسؤولية”.

كما انتقد يازجي تجاهل إعلان يوم حداد رسمي، قائلاً: “قيل لنا إنه سيتم إعلان يوم حداد، لكننا لم نرَ ذلك. لا نريد من أحد أن يتباكى علينا، بل نريد حكومة تعلن الحداد على نفسها إذا لم تكن قادرة على تحمّل واجباتها تجاه أبنائها”.

وأكد البطريرك في كلمته أن “الضحايا ليسوا مجرد قتلى كما وصفهم البعض، بل هم شهداء الوطن”، داعياً إلى عدم التهوين من حجم المأساة، وإلى ضرورة تحقيق “أهداف الثورة المعلنة: الحرية، الديمقراطية، المساواة، وسيادة القانون”.

وكانت مراسم التشييع قد انطلقت من كنيسة الصليب في حي القصاع بدمشق، قبل أن تتجه إلى المدافن في مشهد غلب عليه الغضب والحزن، وامتد إلى محافظة السويداء التي ودّعت بدورها عدداً من الضحايا.

وفي وقت سابق أعلن تنظيم “سرايا أنصار السنة”، تبنّيه للهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، خلال قداس الأحد الماضي، وأسفر عن استشهاد 25 شخصاً وإصابة 63 آخرين.

وقال التنظيم، في بيان نُشر عبر معرفاته الإلكترونية، إن منفّذ العملية يُدعى “محمد زين العابدين أبو عثمان”، وقد نفذها “ردًا على استفزازات طالت الدعوة وأتباع الملة”، في إشارة إلى حادثة سابقة شهدها الحي بين سكان محليين وعناصر من “السيارات الدعوية”.

 

إقرأ أيضاً: تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق: فشل أمني أم مقدّمة لصدع التعايش؟

إقرأ أيضاً: مظاهرات حاشدة في دمشق واللاذقية تنديدًا بالهجوم على كنيسة دويلعة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.