اعتقالات غامضة تطال مواطنين في مناطق سورية متفرقة وسط غياب التوضيحات الرسمية
شهدت مناطق سورية مختلفة خلال الأيام الماضية موجة من الاعتقالات نفذتها قوى أمنية، طالت مواطنين من خلفيات متباينة، في ظل غياب أي بيانات رسمية توضح أسباب التوقيف أو مصير المحتجزين، ما أثار حالة من القلق والتساؤلات في أوساط الأهالي.
ففي ريف مدينة بانياس بمحافظة طرطوس، اقتحمت قوة أمنية مشتركة من الأمن العام ومجموعات مسلّحة محلية بلدة خربة السناسل، ونفذت عملية مداهمة استهدفت مجموعة من الشبان العاملين في إحدى المداجن.
العملية ترافقت مع إغلاق كامل لمداخل ومخارج البلدة، ووفقاً لمصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، شهدت الساحة العامة إطلاق عبارات طائفية مهينة، إلى جانب مصادرة سيارة تعود لأحد سكان المنطقة.
وفي حادثة منفصلة بمدينة بانياس، أقدمت دورية أمنية على اعتقال شاب بالقرب من مدرسة الشيخ صالح العلي، واقتادته إلى جهة مجهولة دون توضيح الأسباب، ما خلّف حالة من التوتر والاستياء بين الأهالي.
وفي ريف القصير بمحافظة حمص، اعتُقل شابان، أحدهما قاصر، أثناء محاولتهما مغادرة البلاد باتجاه لبنان عبر حافلة ركاب.
وأفادت مصادر محلية بأن جميع ركاب الحافلة خضعوا للتوقيف المؤقت، قبل الإفراج عنهم لاحقاً، فيما بقي الشابان قيد الاحتجاز وسط غموض تام يحيط بمصيرهما.
وفي ريف القرداحة بمحافظة اللاذقية، تم اعتقال شقيقين من أبناء الطائفة العلوية عقب استدعائهما لمراجعة أمنية في مركز الأمن العام بقرية عين العروس، بتاريخ 16 حزيران الجاري. وبحسب المعلومات، أوقف الشقيقان على حاجز الوشاح خلال توجههما إلى المركز، حيث صودرت بطاقاتهما الشخصية وهواتفهما المحمولة والسيارة التي كانت تقلهما، قبل أن تُنقلهما دورية أمنية إلى جهة مجهولة دون تقديم أي تفسيرات.
وتأتي هذه الحالات ضمن سياق يتّسم بتصاعد الانتهاكات الأمنية وغياب الشفافية في الإجراءات القانونية، وسط تزايد مخاوف المواطنين من الاعتقالات التعسفية التي غالباً ما تتم دون مذكرات رسمية أو محاكمات، وتُنفذ في كثير من الأحيان بعيداً عن الأطر القانونية المعلنة.
اقرأ أيضاً: “قسد” تحتجز عشرات المدنيين في دير الزور والرقة دون مذكرات قضائية
اقرأ أيضاً: عبارات تهديدية تثير القلق في قطنا وتعيد شبح التوتر الطائفي إلى الواجهة
اقرأ أيضاً: إعدام 13 مدنيًا من الطائفة العلوية في دمشق وحماة