التكاسي العمومية ترفع أجورها والمواطن يرفع يديه.. زيادة 40% على الأجرة!

شهد قطاع المواصلات في سورية تغييراتٍ عدة، خاصةً بالنسبة لسائقي التكاسي العمومية الذين يعانون من ارتفاع تكاليف العمل، بعد ساعاتٍ فقط من إصدار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً رفعت بموجبه سعر لتر البنزين أوكتان 95 من 10000 ليرة إلى 13500 ليرة، وسعر لتر البنزين أوكتان 90 المدعوم والحر إلى 8000 ليرة.

وأشارت مصادر محلية في دمشق لـ “داما بوست” إلى وجود أزمة كبيرة فيما يتعلق بالسرافيس ومواصلات النقل الداخلي في العاصمة وضواحيها، لافتةً إلى تزايد الطلب على التكاسي العمومية التي باتت تفرض أرقاماً “خيالية” نظراً لتأثير القرارات الحكومية التي صدرت في الليلة الماضية.

ولفتت المصادر إلى تزايد في عدد التكاسي التي تعمل كسرافيس متقاضية أجرة تبلغ 5 آلاف ليرة على الراكب الواحد للمسافات القصيرة نسبياً، وسط عزوف واضح عن ركوب فردي للتاكسي، بسبب فرض أصحابها أجوراً مرتفعة تصل لـ 12 ألف ليرة وسطياً بالنسبة للمسافات القصيرة، وبين الـ 15 ألفاً والـ 30 ألفاً للمسافات المتوسطة.

أزمة التكاسي العمومية

يقول “ماهر. د” 28 عاماً وهو أحد سائقي التكاسي في دمشق لـ “داما بوست”.. “بعد قرارات رفع أسعار المحروقات أصبحنا مضطرين لرفع التسعيرة الكيلومترية لخطوط سيرنا، المواطن هو من سيلمس التأثير الأكبر في هذه الحالة، كونه سيدفع أجوراً أعلى مما كان يدفعه في السابق”.

وأشار “ماهر” إلى أن سائقي التكاسي كانوا يأخذون أجرة 2500-3000 ليرة سورية على الكيلومتر الواحد ضمن المدينة، إلا أنهم باتوا مضطرين الآن لرفع هذه الأجرة إلى ما يقارب 4000 ليرة، وذلك حتى تتناسب مع التكاليف الجديدة التي حددتها الحكومة.

واعتبر “ماهر” أن رفع أسعار المحروقات التي توفّرها الحكومة سيتسبب كذلك بارتفاع أسعارها في السوق السوداء، مبيناً أنهم حالياً بانتظار صدور تسعيرات رسمية تتوازى مع زيادة مخصصات البطاقات الإلكترونية، التي باتت تكفي ليومين ونصف فقط، على حد قوله.

وبيّن ماهر أن مخصصاته الشهرية من البنزين تبلغ حوالي 50 ليتر، في حين أنه رغم ذلك يضطر إلى شراء 20 ليتر يومياً من السوق السوداء حتى يستطيع أن يسير مسافة 160-200 كيلومتر، لافتاً إلى أن هذه الأرقام تعتبر أرقام وسطية بالنسبة لمعظم السائقين.

ارتفاع مفاجئ!

بدوره، رأى “مصطفى. م” أحد سكان العاصمة دمشق الذي يعتمد في تنقّله اليومي على التكاسي العمومية، أنه مع صبيحة قرارات رفع أسعار المحروقات تفاجأ بارتفاع أجرة التكسي التي تقلّه إلى وسط العاصمة بنسبة وصلت إلى 40%، مبيناً أن أجرة الراكب كذلك ارتفعت بذات المقدار.

وأفاد “مصطفى” 29 عاماً، بأن هذا الأمر سيسبب ضرراً للناس التي تعتمد على التكاسي في تنقّلها، وأيضاً لأصحاب التكاسي أنفسهم، كون مدخولهم اليومي سيقل نتيجة اعتكاف الكثير من الناس عن ركوب التكسي بسبب ارتفاع أجرتها، ووصولها إلى أرقام تفوق قدرة المواطن ذو الدخل المحدود.

من جهتها، تشير “ناهدة. م” 42 عاماً إلى أن ارتفاع أجور التكاسي بعد القرارات الحكومية الأخيرة سيجبرها على “الاستسلام” للأمر الواقع، واستخدام السرافيس ووسائل النقل الداخلي بدءاً من اليوم، على حد تعبيرها، لافتةً إلى أنها قاومت لسنوات هذه المشكلة، لكنها اليوم باتت عاجزة عن تحمّل كل التكاليف المضاعفة.

قرارات بالجملة

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، مساء أمس الثلاثاء، عدة قرارات رفعت بموجبها أسعار مختلف أنواع المحروقات، المدعوم منها وغير المدعومة، ما أثار موجة انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ما أسماه البعض بـ “فوضوية” تلك القرارات، التي صدرت قبل أسبوعين من تطبيق قرار زيادة الرواتب الذي صدر بنفس اليوم.