الاضطرابات في سوريا: أكثر من 430 ألف شخص فرّوا بسبب العنف الطائفي والاحتلال الإسرائيلي
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الاضطرابات الطائفية والعرقية في سوريا لم تستثنِ أي مجتمع ديني أو عرقي بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيرة إلى نزوح أكثر من 430 ألف شخص بين كانون الأول 2024 وتموز 2025، غالبيتهم من الدروز والعلويين، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.
أسباب النزوح الجماعي في سوريا:
الصحيفة أشارت إلى أن الانتقال السياسي الصعب نحو قيادة جديدة بعد سقوط النظام أدى إلى تفاقم الأوضاع، ما تسبب في موجات جديدة من النزوح القسري. هذه الموجات كانت مدفوعة بعوامل متعددة مثل أعمال الانتقام، والعنف الطائفي، ونزاعات الملكية القديمة التي تمتد لعقود، بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية في الجنوب.
أكبر حالات النزوح في السويداء:
تصدرت محافظة السويداء، الواقعة في جنوب سوريا، قائمة المناطق الأكثر تضرراً من النزوح، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين الدروز والبدو خلال الصيف الفائت. هذه الاشتباكات، التي بدأت في صراع محلي، سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف ذات طابع طائفي، وجذبت القوات الموالية للحكومة في دمشق، مما ساهم في تفاقم الوضع وزيادة حالات النزوح.
العنف الطائفي في الساحل السوري:
لم تقتصر العمليات الطائفية على محافظة السويداء فقط، بل شهدت مناطق الساحل السوري، بما في ذلك بانياس واللاذقية، عمليات قتل جماعي على أساس طائفي. هذه العمليات دفعت العديد من المدنيين إلى الفرار من مناطقهم في محاولة للنجاة بحياتهم.
النزوح في محافظة القنيطرة:
كذلك شهدت محافظة القنيطرة، في الجنوب السوري، عمليات نزوح على خلفية التوغلات الإسرائيلية المستمرة بعد سقوط النظام، بالإضافة إلى التضييق على المدنيين من قبل الاحتلال. هذا الوضع دفع العديد من السكان إلى مغادرة منازلهم والهروب إلى مناطق أخرى داخل سوريا.
الواقع الحالي في سوريا:
تشير التقارير إلى أن الاضطرابات العرقية والدينية في سوريا، التي تفجرت مع سقوط النظام السابق، ساهمت في زيادة أعداد النازحين بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من الجهود الدولية لإغاثة المتضررين، إلا أن الأوضاع الأمنية تظل هشة في العديد من المناطق، مما يعيق العودة الآمنة للمشردين.
في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع الإنساني في سوريا مأساوياً، مع استمرار التهديدات التي تواجه المجتمعات المتنوعة في البلاد، خاصةً في ظل غياب الاستقرار السياسي والأمني.
إقرأ أيضاً: الخطف مقابل الفدية يتصاعد في سوريا.. استهداف ممنهج لأبناء العائلات الميسورة
إقرأ أيضاً: توتر في القنيطرة: الاحتلال يزرع ألغاماً في محمية طبيعية ويواصل التجريف والتوغلات
 
			 
				