جامعة الجزيرة الخاصة: اعتداء على طالب من جبل الشيخ وسط صمت رسمي
شهدت جامعة الجزيرة الخاصة الواقعة على أوتوستراد درعا، حادثة اعتداء طائفي جديدة أثارت موجة غضب عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر مجموعة طلاب يعتدون بالضرب على الطالب ريبال بركة، المنحدر من بلدة عرنة الدرزية في جبل الشيخ، أمام مدخل الجامعة، وسط هتافات وشتائم طائفية.
فيديو يوثق الاعتداء وسط صراخ طائفي:
الفيديو المتداول يُظهر بوضوح قيام مجموعة من الشباب بضرب الطالب بأيديهم وبأدوات حادة، دون أي تدخل من الأمن الجامعي، فيما بدا بركة يحاول الدفاع عن نفسه فقط. محاولة وحيدة لصدّ المهاجمين ظهرت في المشهد، لكنها باءت بالفشل.
تفاصيل الاعتداء بحسب مصدر مقرّب من الطالب:
قال مصدر مقرب من الطالب لـ”السويداء 24″ إن ريبال بركة، وهو طالب في كلية الهندسة المدنية، كان قد انسحب من الجامعة خلال الفصل الماضي بسبب سلسلة اعتداءات وسجالات طائفية متكررة منذ نيسان، إلا أنه عاد هذا الفصل بعد تلقيه تطمينات من إدارة الجامعة بعدم تعرضه لمضايقات.
وبحسب المصدر، لم تمر سوى ثلاثة أيام على عودته حتى تعرض لاستفزازات متكررة، فراجع إدارة الجامعة التي أكدت له أنه في أمان، بل ورافقه عنصر من الأمن الجامعي لدى خروجه.
لكن، وبحسب الرواية ذاتها، تعرض بركة لهجوم مفاجئ قرب الباص أثناء مغادرته الجامعة، حيث انهال عليه الطلاب بالضرب المبرح، مستخدمين أدوات حادة، مع توجيه إهانات طائفية واضحة، ما أدى إلى إصابته بجروح في الرأس ورضوض جسدية.
محاولة اعتقال ثم اعتذار من الأمن العام:
روى المصدر أن دورية تابعة للأمن العام أوقفت الباص لاحقاً، وحاولت اعتقال الطالب بادعاء أنه وجّه شتائم دينية داخل الجامعة. لكن أحد العناصر لاحظ وجود دماء على رأسه، واستفسر منه، ليتبين أنه هو الضحية.
وبعد إدراكهم للحقيقة، اعتذر عناصر الدورية من بركة، وطلبوا منه التوجه إلى قسم الأمن الداخلي في الصنمين لتقديم شكوى رسمية، رغم بُعد المسافة، ما دفعه لعدم تسجيل شكوى والمغادرة.
بيان الجامعة: إدانة دون إجراءات واضحة:
في بيان مقتضب، قالت جامعة الجزيرة الخاصة إنها “تدين الاعتداء الذي وقع خارج الحرم الجامعي”، داعية الطلاب إلى “نبذ خطاب الكراهية والطائفية”، وأكدت أن “المعتدين سيُحالون إلى لجنة الانضباط”.
لكن البيان خلا من أي تفاصيل حول هوية المعتدين أو الإجراءات التأديبية المتخذة بحقهم، مما أثار تشكيكاً في جدية الجامعة بالتعامل مع الحادثة.
غياب الموقف الرسمي… وتسريبات من مجموعات طلابية:
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر وزارة التعليم العالي أي بيان رسمي بخصوص الحادثة، في وقت تداول فيه طلاب تسريبات من مجموعات “واتساب” تكشف عن أسماء وأرقام بعض المشاركين في الاعتداء، مؤكدين أن الدافع طائفي بحت.
الجامعات السورية: بيئة خصبة للعنف الطائفي والإفلات من العقاب:
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة اعتداءات طائفية استهدفت طلاباً دروزاً في الجامعات السورية منذ نيسان 2025، عقب تداول تسجيل مجهول المصدر تضمن إساءات دينية.
ورغم وعود الحكومة الانتقالية بتهيئة بيئة تعليمية آمنة ومحايدة، لا تزال الجامعات تشهد عنفاً وتحريضاً دون أي محاسبة حقيقية، ما يعزز حالة “الإفلات من العقاب” ويحوّل المؤسسات التعليمية إلى ساحات لتصفية الحسابات الطائفية والسياسية، وفق ما جاء في بيانات طلابية صادرة عن مجموعات من طلاب السويداء.
تحذيرات من تهديد السلم الأهلي:
تحذر جهات حقوقية وأكاديمية من أن استمرار هذا النهج في الجامعات السورية يهدد السلم الأهلي ومستقبل التعليم في البلاد، داعيةً إلى تحقيق عاجل ومحاسبة واضحة لكل من تثبت مشاركته في هذه الاعتداءات.
إقرأ أيضاً: تصاعد المجازر الطائفية في سوريا منذ سقوط الأسد: حصيلة القتلى 3908 مدني
إقرأ أيضاً: أسوشيتد برس: الدروز في السويداء..مطالبات بالإنفصال وإنفتاح غير مسبوق على إسرائيل