خبير الطاقة الذرية يكشف: ماذا لو ضُربت منشآت إيران؟ وهل بلاد الشام في مأمن؟
مع تصاعد التوتر بين إيران و”إسرائيل”، وتزايد الحديث عن احتمالات استهداف منشآت نووية أو مصانع تخصيب اليورانيوم، تبرز المخاوف من كارثة نووية قد تمتد آثارها إلى الدول المجاورة، لكن خبير الطاقة الذرية والفيزياء النووية، والباحث في القوى الكونية الأربع، د. قاهر أبو الجدايل، يقدم رؤية علمية مطمئنة، يشرح فيها ما قد يحدث في حال قُصفت مواقع مثل “فوردو” أو “نطنز”، وما إذا كان هناك خطر فعلي على المنطقة.
في منشور له عبر صفحته الشخصية، أوضح أبو الجدايل أن استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران سيؤدي إلى انبعاث عناصر مشعة، أبرزها: اليورانيوم 235، 234، 238، وغاز UF6 (سداسي فلوريد اليورانيوم)، موضحاً أن الأخطر بينها هو اليورانيوم 235.
التلوث الإشعاعي المحتمل:
بحسب التحليل، فإن التلوث الناتج سيكون محلياً بشكل رئيسي، وقد يمتد في ظروف الطقس المستقرة إلى قطر يبلغ 20 كم، أما إذا رافق القصف رياح قوية، فقد يصل التلوث إلى العاصمة طهران وربما جنوباً نحو أصفهان، مع احتمال ضعيف لانتشاره باتجاه الخليج العربي.
ومع ذلك، استبعد أبو الجدايل وصول التلوث إلى بلاد الشام، مشيراً إلى احتمال ضئيل فقط لبلوغه حدود العراق الشرقية.
أما في حال تعرض مفاعلات نووية مثل بوشهر أو ديمونا للقصف، فإن الوضع يصبح أكثر تعقيداً، لأن المفاعلات تولد نظائر مشعة أكثر تنوعاً وخطورة.
ومن هذه النظائر:
اليود المشع 131 (ينشط لـ8 أيام)
السيزيوم 137 (نشط لـ30 سنة)
البلوتونيوم 239 (نشط لـ24 ألف عام)
بالإضافة إلى نظائر خطيرة أخرى مثل السترونتيوم 90، والكريبتون 85
ماذا نفعل إذا حدثت كارثة نووية؟
قدم د. أبو الجدايل سلسلة من التوصيات الوقائية في حال حدوث تسرب إشعاعي، أبرزها:
- البقاء في المنازل لمدة لا تقل عن 8 أيام مع إغلاق النوافذ والمراوح وأجهزة التكييف.
- تناول حبوب يوديد البوتاسيوم KI وفق استشارة طبية، لمنع امتصاص اليود المشع في الغدة الدرقية.
- تخصيص مكان في المنزل لخلع الملابس الخارجية بعد الخروج، والاستحمام بعد كل عودة.
- غسل الخضار والفواكه جيداً، وشرب كميات وافرة من المياه النقية.
- في حال سقوط أمطار، يُفضل استخدام المظلات لتجنب ملامسة الأمطار المشعة.
كما شدد على دور الحكومات في اتخاذ إجراءات فورية تشمل:
- غسل الطرقات دورياً
- منع بيع الأغذية المكشوفة
- إصدار خرائط يومية لحركة الرياح والتلوث
- توزيع أجهزة قياس إشعاعي على الفرق التطوعية
وفي ختام منشوره، أكد أبو الجدايل ضرورة توافر حبوب يوديد البوتاسيوم في الصيدليات، ووضع خطط إجلاء واضحة للمناطق التي قد تتعرض لخطر إشعاعي، مطالباً بمتابعة دائمة لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئات الرقابة المحلية.
اقرأ أيضاً: منشأة فوردو النووية الإيرانية (دُرّة الملف النووي)
اقرأ أيضاً: محطة بوشهر النووية الإيرانية