اعتاد المزارعون في الجزيرة السورية، سيما مزارعي القمح دير الزور والحسكة، على تكرار الخلافات مع القائمين على ما يسمى “الإدارة الذاتية” وميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي، خلال موسم جني المحاصيل وبيعها.
وعانى المزارعون خلال الموسم الحالي، من تأخر تسديد “قسد” لفواتير شراء المحاصيل للمزارعين، خاصة القمح، كما لم تقبل محصول القطن على غرار ما فعلته الموسم الماضي مع محصول الذرة الصفراء، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتمحورت شكاوى المزارعين بأن “قسد” لا تدعم المزارعين خلال الموسم، ولا خلال فترة شراء المحاصيل، ما أدى لتراكم الديون على المزارعين لصالح التجار، الذين يستدينون منهم بالفائدة خلال الموسم، وعند الدفع يضطرون لتسديد الديون وفوائدها ما يحرمهم الأرباح.
كل هذا أفقد المزارع ثقته بـ “الإدارة الذاتية” ومُشغليها، وكشف عجز “قسد” عن استلام المحاصيل وتحديداً القمح، لوفرتها، وجعلها تسترضي التجار بتسديد فواتيرهم قبل المزارعين، لإعانتها في تصريف المحاصيل، ما خلق تحالفاً بين “الإدارة” وتجارها بوجه المزارعين.
وشكك أهالي الجزيرة بعدم قدرة “قسد” على تسديد الفواتير للمزارعين، خصوصاً وأن الأخيرة تقوم بسرقة خيرات المنطقة النفطية والتي تدر عليها عائدات بمليارات الدولارات، لكن المُرجح أن التأخير بسبب تشغيل أموال حقوق المزارعين والاستفادة منها.
وجاءت قضية فواتير المزارعين لتزيد من التشكيك بادعاءات “قسد” ومزاعم مشروعها المسمى “الإدارة الذاتية” في إدارة البلاد، فكيف لمشروع يقول القائمين عليه إنه مشروع ناجح وقادر على تسيير أمور السكان في المناطق التي يسيطر عليها، وهو لا يقوى على تسديد حقوق المزارعين رغم كل المال النفطي الذي تسرقه “قسد” ومُشغليها في واشنطن.
ويضاف إلى خيباته أيضاً، فشله في التعامل مع المكونات التي تتشكل منها الجزيرة السورية، حيث خاض اشتباكات عنيفة مع عرب دير الزور طمعاً بكسب ود الاحتلال، ولم يستثنى المدنيون من فساد عناصره المالي والإداري والأخلاقي.
يذكر أن “قسد” ميليشيا عسكرية تابعة للاحتلال الأميركي، أغلب قياداتها غير سورية، وتدعو لتطبيق مشروع غير منسجم وهوية وتكوين الدولة السورية تحت مسمى “إدارة ذاتية لشمال وشرق سورية”.
المقال السابق
المقال التالي