وقود الطائرات يفتح ملف الهدر… كيف تخسر سوريا مليون دولار يومياً؟

أثارت تصريحات منير خليفة، الرئيس التنفيذي لشركة “ميكس جيت” وخبير وقود الطائرات البارز، جدلًا اقتصاديًا واسعًا في سوريا، بكشفه عن أن الاقتصاد الوطني يتكبد خسائر فادحة تقدر بـ مليون دولار أمريكي يوميًا.

تأتي هذه الخسارة نتيجة عزوف شركات الطيران الخليجية والدولية عن التزود بالوقود في المطارات السورية، تحديدًا مطار دمشق الدولي، مما يحرم الخزينة العامة من مورد حيوي للقطع الأجنبي في ظل الأزمة الخانقة.

جوهر المشكلة: المعدات المتهالكة وغياب الخبرة

أوضح خليفة، الذي تنحدر عائلته من عائلة عريقة في هذا المجال، أن المشكلة الرئيسية لا تتعلق بـ نوعية الوقود السوري، بل تكمن في تهالك البنية التحتية والمعدات اللوجستية المستخدمة في عمليات ضخ ونقل الوقود داخل المطارات.

مخاوف الشركات الدولية: يشكل تقادم هذه المعدات خطرًا حقيقيًا على أساطيل الطائرات الحديثة ذات المحركات الحساسة، مما يدفع الشركات العالمية إلى تفضيل التزود بالوقود في محطات أكثر موثوقية لضمان سلامة طائراتها.

اتهامات بـ “المحسوبيات” في إدارة العقود

تصاعدت حدة الانتقادات في الأوساط الاقتصادية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تركزت الاتهامات على طريقة إدارة العقود الاستثمارية في قطاع الطيران:

  • رفض عرض الخبراء: وجه منتقدون أصابع الاتهام إلى السلطات المعنية لتجاهلها العروض المباشرة التي قدمها خليفة وشركته، التي تمتلك خبرة واعتمادية دولية، لتطوير القطاع وتزويد الطائرات وفقًا للمعايير العالمية.
  • تفضيل جهات محلية غير متخصصة: بدلًا من ذلك، تم توجيه العقود إلى جهات محلية، وتحديدًا “مجموعة الخياط” التي آلت إليها عقود إدارة وتشغيل مرافق مطار دمشق الدولي.
  • النقد الفني: يعتبر خبراء الطيران أن “مجموعة الخياط” –التي تعود ملكيتها للأخوين معتز ورامز الخياط- تفتقر إلى الخبرة التخصصية والفنية اللازمة لإدارة قطاع حيوي وحساس مثل وقود الطيران، وأن دخولها كوسيط تجاري ساهم في تفاقم الأزمات التشغيلية.
  • تهمة تنفيع الوسطاء: يرى محللون أن الإصرار على إقحام وسطاء محددين هو السبب الرئيسي وراء الخسارة اليومية، مما يعكس رغبة جهات نافذة في تنفيع شخصيات محددة وضمان نسب من الأرباح الخاصة على حساب الخزينة العامة وسمعة المطار الدولية.

الرد الرسمي يحاول التهدئة

سارع المهندس عمر الحصري، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، للرد على هذه الانتقادات في محاولة لامتصاص الغضب:

  • تأكيد الإشراف: أكد الحصري أن ملف وقود الطائرات يتبع إداريًا وفنيًا لـ وزارة النفط والثروة المعدنية تحت إشراف هيئة الطيران.
  • الإطار القانوني: شدد على أن التعامل مع الملف يتم ضمن إطار العقود الشاملة الموقعة مع “المطوّر الجديد” لمطار دمشق الدولي، مؤكدًا أن العمل جارٍ وفق الأصول القانونية والفنية لحل الإشكاليات.
  • رسالة ترحيب: اختتم بتأكيد انفتاح الهيئة على كافة الآراء والمستثمرين، وخاصة السوريين، لتطوير قطاع الطيران.

ومع ذلك، لم تنجح هذه التصريحات الرسمية في تبديد شكوك الشارع السوري الذي يرى أن الخسارة اليومية البالغة مليون دولار هي دليل قاطع على أن البيروقراطية والمحسوبيات تفرض ثمنها الباهظ على الاقتصاد الوطني المنهك

 

اقرأ أيضاً:هيئة الطيران السورية تكشف عن خطط إعادة تأهيل المطارات

اقرأ أيضاً:الوضع الاقتصادي في سوريا 2025: انهيار، تحديات، وفرص إعادة الإعمار

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.