تقرير أممي: سوريا قد تتحول إلى قاعدة انطلاق لعمليات “داعش” و”القاعدة” الخارجية
حذر تقرير أممي جديد من تصاعد الخطر الذي تمثله الجماعات الجهادية في سوريا، وعلى رأسها تنظيم “داعش” وتنظيم “القاعدة”، مشيراً إلى أن البلاد تمر بمرحلة أمنية “متقلبة وخطيرة” بعد سقوط نظام بشار الأسد، ما يجعلها بيئة خصبة لإعادة تشكّل هذه التنظيمات وتوسّعها.
وأعد التقرير فريق الدعم التحليلي ورصد تنفيذ الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي، تحت عنوان: “التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وتنظيم القاعدة، والأفراد والجماعات المرتبطة بهما”، وقد قُدم رسمياً إلى مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي.
عودة للنشاط في البادية السورية
يشير التقرير إلى أن “داعش” كثّف من عملياته في مناطق البادية السورية، خاصة في دير الزور والرقة، حيث شن أكثر من 90 هجوماً، غالبيتها استهدفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تحتجز نحو 9 آلاف عنصر من التنظيم في سجونها بشمال شرق البلاد.
كما لفت إلى محاولات مستمرة لنقل مقاتلين أجانب من سوريا إلى أفغانستان، في مؤشر مقلق على احتمال تصدير التهديد إلى خارج البلاد.
تجنيد الأطفال في مخيمات النزوح
التقرير أوضح أن كلاً من “داعش” و”القاعدة” يستغلان الفوضى الأمنية لتجنيد الأطفال، خاصة في مخيم الهول، وسط ضعف آليات الحماية داخل المخيمات، وتراجع دور المؤسسات الأمنية المسؤولة عن ضبط تلك المناطق.
الاستيلاء على مخازن أسلحة وهروب معتقلين
وثّق التقرير استيلاء عناصر من التنظيمين على مخازن أسلحة ثقيلة تعود لجيش النظام السابق، إلى جانب فرار أكثر من 500 معتقل من السجون، في حادثة بارزة وقعت في حلب في آذار/مارس الماضي.
كما كشفت بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن أن أكثر من 5000 مقاتل أجنبي شاركوا في العمليات التي أدت إلى إسقاط النظام، في حين لا يزال كثيرون غير خاضعين للرقابة الكافية.
مخاوف من تسلل متشددين إلى الجيش السوري
التقرير أشار إلى تعيينات عسكرية رفيعة ضمن الجيش السوري الجديد، شملت قادة سابقين في فصائل معارضة، بينهم ستة يحملون جنسيات أجنبية. وأبدى الخبراء مخاوف من أن يحمل بعضهم أيديولوجيات متشددة غير معلنة.
وذكر التقرير أسماء مجموعات لا تزال تحتفظ بولائها لتنظيم “القاعدة”، من بينها “كتائب الغرباء”، و”أنصار التوحيد”، و”الحزب الإسلامي التركستاني”.
دعوة لتعزيز الجهود الأمنية
في ضوء هذه التهديدات، أوصى التقرير الحكومة السورية الانتقالية بتكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويل الجماعات المتشددة، وتعزيز الرقابة على الحدود.
كما دعا إلى وضع آليات فعالة لإدارة ملف المقاتلين الأجانب، والتعامل مع المخاطر الناجمة عن اندماجهم في هياكل الدولة، عبر سياسات إعادة تأهيل صارمة، خصوصاً بعد إنشاء “الفرقة 84” التابعة لوزارة الدفاع، والتي أُسندت إليها مهمة استيعاب هذه الفئة ضمن إجراءات أمنية مشددة.