أكثر من مليون نازح سوري ما زالوا في مخيمات إدلب رغم عودة الآلاف إلى قراهم

رغم عودة مئات الآلاف من النازحين السوريين إلى بلداتهم في شمال سوريا بعد سقوط نظام الأسد، لا يزال أكثر من مليون نازح يعيشون في مخيمات إدلب وسط أوضاع إنسانية صعبة وغياب مقومات الحياة الأساسية.

ووفق إحصائيات رسمية، تجاوز عدد سكان المخيمات في شمال سوريا مليوني نازح منتصف العام الماضي، وعاد منهم نحو 344,733 نازحاً إلى مناطقهم خلال الربع الأول من عام 2025. لكن المخيمات لا تزال مكتظة وتعاني من نقص حاد في الخدمات كالمياه، الكهرباء، التعليم، والرعاية الصحية.

حملة “الوفاء لإدلب” تجمع أكثر من 200 مليون دولار لدعم النازحين:

في ظل هذه التحديات، نجحت حملة “الوفاء لإدلب” خلال سبتمبر/أيلول الجاري في جمع أكثر من 200 مليون دولار، بجهود رجال أعمال ومنظمات إغاثية، وتهدف الحملة إلى بناء وحدات سكنية بديلة للخيام، وتأهيل البنية التحتية المدمرة بما يشمل المدارس والمراكز الصحية وشبكات الصرف الصحي والمياه.

ورغم أهمية هذه الحملة، يقدّر خبراء أن الحاجة الفعلية لإعادة إعمار إدلب تتجاوز 3 مليارات دولار، مما يجعل التحدي مستمراً أمام تحويل هذه التبرعات إلى مشاريع تنموية ملموسة.

النازحون: نريد بيوتاً لا خياماً.. نحتاج مشاريع سكن وخدمات:

يقول سفيان الأحمد، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي ويعيش في مخيم قرب سرمدا منذ سبع سنوات، لموقع “العربي الجديد” إن العودة إلى القرية تعني أكثر من مجرد الرجوع إلى بيت مهدّم، بل تتطلب بناء حياة كاملة من جديد. ويضيف: “غياب المدارس والمراكز الصحية وانعدام البنية التحتية يجعل العودة مستحيلة، وما نحتاجه اليوم ليس فقط مساعدات غذائية، بل مشاريع سكنية متكاملة تعيد الأمل والحياة إلى النازحين”.

من جهتها، عبّرت شذا الحفيان، وهي أرملة تعيل أربعة أطفال في مخيم دير حسان، عن قلقها من تراجع المساعدات الإنسانية في إدلب، وقالت: “الاعتماد الكامل على المساعدات أصبح خطيراً. لا عمل ولا دخل، وبيوتنا في القرى مدمّرة. نحتاج إلى مشاريع سكن حقيقية تعيد الاستقرار لنا ولأطفالنا”.

خبراء: لا حلول حقيقية بدون إعادة بناء البنية التحتية في إدلب:

يؤكد الباحث ياسر الخلف أن استمرار أزمة النزوح في شمال سوريا مرتبط بعدم وجود حلول مستدامة. وقال في تصريح لـ”العربي الجديد”: “لا يمكن للمخيمات أن تكون حلاً دائماً. لا بد من مقاربة شاملة تشمل مشاريع إسكان وإعادة إعمار البنية التحتية في إدلب ومحيطها. الأموال التي جُمعت مؤخراً هي فرصة حقيقية، لكن التحدي الأكبر هو تحويل هذه التبرعات إلى مشاريع فعلية على الأرض”.

ودعا الخلف إلى إنشاء تجمعات سكنية منظمة مزودة بالخدمات الأساسية كشبكات المياه والكهرباء والمدارس، لضمان انتقال العائلات من حياة الخيام إلى مستقبل أكثر استقراراً.

هل تنجح إدلب في الخروج من نفق النزوح؟

فيما تستمر الحملات الوطنية مثل “دير العز”، “أربعاء حمص”، “ريفنا بيستاهل” و”أبشري حوران”، يتساءل سكان المخيمات: هل تتحول هذه المبادرات إلى حلول عملية تنهي سنوات المعاناة؟ أم تبقى الوعود دون تنفيذ؟

الوقت حاسم، وسكان المخيمات السوريين في إدلب ينتظرون أن تتحول التبرعات والدعم الدولي إلى بيوت ومدارس ومراكز صحية تنقلهم من الخيام إلى كرامة الحياة.

إقرأ أيضاً: غسان عبود ينتقد الإعلام السوري.. ووزير الإعلام يرد ويتهمه بالافتراء

إقرأ أيضاً: بعد العداء والانشقاق.. أحمد الشرع يعين أبو أحمد زكور معاونًا له لشؤون العشائر

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.