“التربية” تطلق مشروعًا وطنيًا لإنتاج المقاعد المدرسية

أطلقت وزارة التربية والتعليم السورية مشروعًا جديدًا لإنتاج المقاعد المدرسية في مختلف المحافظات، بمشاركة طلاب ومعلمي التعليم المهني، في خطوة تهدف إلى سد النقص في التجهيزات التعليمية وتعزيز دور التعليم المهني في دعم العملية التربوية.

وقالت الوزارة في بيان رسمي، الاثنين 27 من تشرين الأول، إن المشروع يأتي ضمن خطة “متكاملة” لتأمين احتياجات المدارس من المقاعد والتجهيزات الأساسية، إلى جانب تدريب وتأهيل الطلاب على المهارات العملية التي تساعدهم في دخول سوق العمل بكفاءة.

مديرة التعليم المهني في وزارة التربية، سوسن حرستاني، أوضحت أن الوزارة أجرت في وقت سابق دراسة شاملة حول أوضاع المقاعد الدراسية في المدارس السورية، وتبين وجود نقص واضح في العديد من المحافظات، ما دفع إلى وضع خطة لإعادة تصنيع نحو 60 ألف مقعد مدرسي بمشاركة طلاب التعليم المهني وتحت إشراف معلميهم.

تنفيذ على مرحلتين

وبيّنت حرستاني أن المشروع سينفذ على مرحلتين:

  • المرحلة الأولى: إنتاج المقاعد وتسليمها للمدارس حسب الحاجة.

  • المرحلة الثانية: تأهيل طلاب التعليم المهني بالمهارات العملية اللازمة لدخول سوق العمل.

وأكدت الوزارة أن هذه المبادرة تندرج في إطار تحويل المدارس والمعاهد الصناعية إلى ورش إنتاجية صغيرة، تسهم في تلبية احتياجات المدارس، وتغرس لدى الطلاب قيم العمل والإنتاج والمسؤولية المجتمعية.

إنتاج محلي في المحافظات

وفي دمشق، بدأ طلاب ومعلمو التعليم الصناعي تنفيذ المشروع داخل ورش مجهزة بالتقنيات الحديثة، حيث جرى إنتاج وتوزيع مئات المقاعد على المدارس التي تعاني نقصًا في التجهيزات.

أما في محافظة حماة، فقد تم تصنيع أكثر من 25 ألف مقعد مدرسي بمشاركة طلاب التعليم المهني ومعلميهم، بالتعاون مع المجتمع المحلي. ووزعت المقاعد على مدارس المناطق التي عادت إليها الأسر حديثًا، مثل الغاب وشمالي صوران والحمرا، ما ساعد في تحسين بيئة التعليم ورفع جاهزية المدارس.

وفي حمص، يجري العمل منذ نحو خمسة أشهر على تصنيع المقاعد ضمن الورش التعليمية، بهدف سد النقص المتزايد وتحسين بيئة التعلم. كما يعمل المعهد الصناعي في درعا بوتيرة عالية لتغطية الطلب، مع الالتزام بجودة التصنيع.

وفي ريف دمشق، أطلقت الوزارة خطة لإنتاج أكثر من 10 آلاف مقعد مدرسي ضمن الثانويات الصناعية، بالتعاون مع المجتمع المحلي، لتحديث تجهيزات المدارس الريفية واستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب.

كما شاركت المدرسة الصناعية في معرة مصرين بمحافظة إدلب في المشروع، من خلال مبادرة لتصنيع المقاعد بمشاركة الطلاب والمعلمين، وهو ما اعتبرته الوزارة مثالًا على “التعليم المنتج” الذي يجمع بين الجانب النظري والعملي.

مشروع مستدام وتكامل مع المبادرات الخارجية

وأكدت وزارة التربية أن المشروع مستمر في جميع المحافظات، وتم خلال الأشهر الأخيرة تسليم آلاف المقاعد للمدارس في مختلف المناطق، مشيرةً إلى أنه يمثل نموذجًا عمليًا لتكامل التعليم المهني مع القطاع التربوي، وتحويل التعليم المهني إلى قوة إنتاجية وطنية تدعم الاقتصاد المحلي.

وفي السياق ذاته، أعلنت الوزارة في 25 من تشرين الأول عن مبادرة منفصلة، قدّم خلالها رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، 100 ألف مقعد خشبي دراسي للمدارس في سوريا، دعمًا للعملية التعليمية وتعزيزًا للتعاون الإنساني بين سوريا والإمارات.

وقال وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو، إن المبادرة “تجسد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين السوري والإماراتي، وتسهم في تحسين البيئة التعليمية في المناطق الأكثر احتياجًا”.

لكن المكتب الإعلامي في وزارة التربية أوضح لاحقًا أن مشروع إنتاج المقاعد داخل سوريا منفصل عن منحة الحبتور، وأن الهدف منه هو تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير قدرات الطلاب المهنية.

نقص مزمن في المقاعد

تأتي هذه الخطوة بعد انتشار صور ومناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر طلابًا يجلسون على الأرض داخل الصفوف نتيجة النقص الحاد في المقاعد الدراسية وضعف التجهيزات في عدد من المحافظات.

وأكدت مديرة التعليم المهني، سوسن حرستاني، أن هذا النقص موجود في معظم المدارس السورية، وأن المشروع الجديد يهدف إلى معالجته من خلال إشراك الطلاب في التصنيع وتطبيق المهارات المكتسبة عمليًا.

وترى وزارة التربية أن هذا المشروع لا يقتصر على تزويد المدارس بالمقاعد، بل يسهم في بناء جيل منتج قادر على المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال التعليم المهني القائم على العمل والتطبيق.

اقرأ أيضاً:التربية السورية: خطة عاجلة لاستيعاب 1.5 مليون طالب عائد من الخارج

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.