“إسرائيل” تكرر اعتداءاتها ضد سوريا وتمارس تضليلاً اعلامياً بشأنها.. فما الحقيقة؟

داما بوست – أديب رضوان| كانت ومازالت العلاقات السورية – الإيرانية الاستراتيجية والراسخة وذات المنفعة المتبادلة، للبلدين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، محط “مخططات” العدو الإسرائيلي، بهدف التأثير عليها وفك شيفرتها الانسانية والأخلاقية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

تلك العلاقات المشتركة التي وصفها الرئيس بشار الأسد خلال استقباله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بدمشق في 3 أيار من عام 2023 بالقول: “علاقات عريقة بين سوريا وإيران، غنيّة بالمضمون، وبالتجارب و بالرؤية وهي مستقرّة وثابتة رغم العواصف السياسية والأمنية بالمنطقة”، فيما وصفها الرئيس الإيراني: “بالنابعة من القلب والناشئة منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وهي ترتقي باستمرار”.

في مرمى سهام “اسرائيل” وواشنطن

إذاً، هي علاقات تاريخية مشبعة، بتلاقي شعبي وثقافي واقتصادي، ناهيك عن السياسي الرفيع منها، ولم تقتصر هذه العلاقات على منحى واحداً، بل دخلت في ميادين الحياة المختلفة، نابعة من حرص البلدين المشترك على تعزيز التعاون في جميع المجالات.

وخلال الحرب الإرهابية على سوريا، تجلت هذه العلاقة في أبهى صورها فمع الخذلان العربي واغلاق السفارات العربية والأجنبية من دمشق وقطع العلاقات مع دمشق، كانت طهران حاضرة وبقوة في مد جسور التعاون لسوريا، جسور متعددة الأوجه، لعل الشق الاقتصادي كان هو الأبرز، ناهيك عن المساعدة الاستشارية في ملف مكافحة ومحاربة الإرهاب على الأرض السورية.

لقد مثلت العلاقات السورية الإيرانية أنموذجاً يحتذى للدول، ترتكز على مواقف مشتركة في حماية المجتمع وصون الهوية الوطنية، والارتقاء بالعلاقات الثنائية، ونصرة المظلومين من الشعوب ورفض الاحتلال، ودعم خيار المقاومة بالمنطقة، ما جعل هذه العلاقات مرمى سهام “إسرائيل” ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية بشتى أسهم الغدر في محاولة يائسة لفك عراها، خدمة لمصالح كيان الاحتلال وواشنطن بالمنطقة على حساب الحقوق والمصالح العربية والإيرانية.

تضليل إعلامي إسرائيلي

وبالنظر للنتائج الإيجابية لهذه العلاقة الراسخة، ونتائجها على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، ليس على سوريا وحسب، بل حتى على استقرار المنطقة، يحاول كيان الاحتلال الإٍسرائيلي تشويه صورة تلك العلاقة الراسخة بين البلدين تارة بإثارة التضليل الإعلامي وممارسة الحرب النفسية على الشعب العربي عموما والسوري والإيراني خصوصاً، وتارة عبر الترويج لأكاذيب هدفها إثارة الرأي العام حول حقيقة وأهمية الوجود الإيراني الشرعي في سوريا، وربطه بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد السيادة والأرضي السورية.

ومع تكرار أساليب الدعاية الإسرائيلية، بدأ البعض يتساءل عن أهمية الوجود الإيراني وعلى أنه هو أحد أسباب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الأراضي السورية، ولكن الواقع يدحض ذلك، والأماكن المستهدفة بالعدوان الإسرائيلي تؤكد أن هذه ادعاءات محضة لا أساس لها من الصحة، وهي لا تعدو كونها تضليل اعلامي وحرب نفسية ضد الشارع السوري.

فجردة حساب المواقع المستهدفة من قبل كيان الاحتلال في سوريا، نجد أن أغلبها هي في مناطق سكنية، و اقتصادية في العاصمة دمشق أو حتى في بقية المحافظات، وأخرى استهدفت أماكن التصنيع الحربي السورية، خصوصاً في حماة والساحل السوري، ناهيك عن استهداف المطارات المدنية السورية، والهدف يعلمه القاصي والداني هو عرقلة مسألة التعافي الاقتصادي السوري، وليس الوجود الإيراني الداعم أساسا لعملية التعافي الاقتصادي.

وهنا يؤكد المحللون السياسيون، أنه لو كان الادعاء الاسرائيلي صحيح لاستهدفت الثكنات العسكرية التي يتواجد فيها مستشارون عسكريون إيرانيون مثلاً، ولكن تركيز الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق السكنية والاقتصادية والحيوية السورية، أو أماكن سكن بعض الشخصيات المدنية أو الاستشارية الإيرانية، هدفه إثارة الشارع السوري، وليس شيء آخر، كما أن هدفه منع عجلة إعادة الإعمار من الدوران الذي تجلى كما أسلفنا من خلال استهداف المطارات والبنى التحتية السورية تحت مزاعم “التواجد الإيراني”.

والحقيقة الأخرى التي يؤكد عليها المحللون، أن العديد من الاعتداءات الإسرائيلية طالت شخصيات وخبرات اقتصادية وعلمية وثقافية في سوريا، وهذا يؤكد حقيقة الاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف سوريا، ليس الآن وحسب بل عبر تاريخ الصراع مع هذا الكيان منذ نشأته عام 1948 ومنذ احتلاله للجولان السوري المحتل.

أحد عوامل الاستقرار

يؤكد المتابعون لهذا الملف أن أهمية الوجود الإيراني في سوريا تكمن، أولاً من الناحية القانونية هو أنه “وجود شرعي” بموجب اتفاقات مع الحكومة السورية، ثانياً، هذا الوجود ساعد سوريا عسكرياً مع الأصدقاء في روسيا وحلف المقاومة على استعادة معظم الأراضي السورية التي استباحتها التنظيمات الإرهابية المدعومة غربياً وخليجياً وتركياً وغيرها، ثانياً هذا الوجود ساعد بالبدء في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب على مدى أكثر من 12 عاماً وهذه العملية تتطلب خبرات من جميع الدول الصديقة لسوريا.

ناهيك عن أن التحالف السوري الإيراني شكل عامل استقرار في المنطقة، يتجاوز مسألة ميدان الحرب على الارهاب، فمع الضغوط الاقتصادية الغربية ضد سوريا تفاعل العقوبات ضد دمشق بشكل متزايد، كان للوجود الإيراني أثر إيجابي كبير في التخفيف من وطأة تلك العقوبات لجهة تأمين سلاسل امدادات النفط إلى سوريا ناهيك عن عقد الصفقات التجارية لصالح الشعب السوري التي من شأنها استمرار تدفق المنتجات الغذائية عبر ما عرف بالخط الائتماني الإيراني لحساب الحكومة السورية.

دور خبراء الاقتصاد الإيرانيين

ويبقى الأهم أن الجميع يدرك أن وجود رجال أعمال إيرانيين أو خبراء بالاقتصاد في سوريا، هدفه المساعدة على تأهيل وإعادة العديد من المنشآت الصناعية السورية التي خربها الإرهاب للعمل مجدداً، وهنا نستذكر دور الخبراء الإيرانيين في مطال الطاقة والكهرباء بتأهيل محطة حلب الحرارية وغيرها من المنشآت.

لا يمكن النظر للوجود الإيراني من الناحية العسكرية فقط، على أهمية وجود المستشارين الإيرانيين نظراً للخدمات الكبيرة التي يقدمونها للجيش السوري في سياق الحرب على الإرهاب أو في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية ضد الأراضي السورية.

وفي الختام، لا بد من التذكير بأن طهران وقفت مع سوريا “وقفة رجل” خصوصا في بداية الحرب الإرهابية الكونية ضدها حين تكالبت على الدولة السورية دول وأنظمة عربية وأجنبية، فكانت إيران وما زالت نصيرة لسوريا وشعبها وفي ظهرها كالسيف، وحملت معها عبء الدفاع عن الأرض كما دافعت عن الاقتصاد والثقافة السورية.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

آخر الأخبار
البابا فرنسيس يعرب عن تعازيه وتضامنه مع إيران باستشهاد الرئيس رئيسي السيد نصر الله يعزي قائد الثورة الإسلامية باستشهاد الرئيس رئيسي ومرافقيه الصين: "لم نزود طرفي الصراع في أوكرانيا بالسلاح" المقداد يبرق لباقري معزياً باستشهاد القادة مجلس الأعمال السوري العراقي: التجهيز لعدة معارض في العراق بوتين يعزي نائب الرئيس الإيراني الراحل رسالة تعزية من مجلس الشعب إلى مجلس الشورى الإيراني باستشهاد الرئيس رئيسي ومرافقيه جبهة التحرير الفلسطينية تكشف عن رأيها بنشر قوات لحفظ السلام في غزة اللواء باقري يكلف فريقاً مختصاً بالتحقيق بتحطم المروحية التي كانت تقل الرئيس رئيسي ومرافقيه حركة نشطة في أسواق الهال.. وانخفاض وارتفاع في أسعار المنتجات الزراعية سوريا تدين إبقاء كوبا على لائحة الدول الراعية للإرهاب صباغ يبحث مع غروسي سبل تعزيز التعاون روسيا تؤكد أن صيغة زيلينسكي للسلام لن تخرجه من مأزقه قرار جديد حول استيفاء الرسوم الدراسية في الجامعات وتسديد الرواتب والأجور للمدرسين مجلس الشعب يناقش إحداث الشركة العامة للصناعات الغذائية السفارة الإيرانية في دمشق تستقبل التعازي بمقرها في دمشق لمدة يومين "الجنائية الدولية" تسعى لإصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه اقتصاد روسيا يسجل نمواً يفوق التوقعات في 2024 استشهاد 4 أشخاص وإصابة 17 آخرين جراء عدوان "إسرائيلي" جنوب مدينة حمص غزة تحت القصف.. أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى الضفادع تقلق بعثة منتخب إنكلترا في "يورو 2024" حرمان 4 لاعبين في مانشستر سيتي من ميداليات التتويج الذهبية الصين تعزي إيران بوفاة رئيسي: خسرنا صديقاً جيداً بقيمة 61 مليار ليرة.. التجارة الخارجية تؤمّن الأدوية للمشافي الحكومية في اللاذقية أسعار الذهب في الأسواق المحلية