صحيفة: واشنطن تعتمد “الجزرة” مع النظام السوري الجديد رغم العنف الطائفي
رفع العقوبات وتوجه “الجزرة”
كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، يدعو خلف الكواليس إلى رفع العقوبات الأمريكية المتبقية على دمشق، رغم تصاعد المخاوف من استمرار العنف الطائفي ومعاملة الأقليات في ظل حكم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وأشار باراك عبر حسابه في “إكس” إلى أن مجلس الشيوخ أظهر بُعد نظر بالتصويت على إلغاء قانون قيصر، مؤكداً أن هذه العقوبات التي استهدفت نظام الأسد السابق أصبحت الآن تعيق إعادة إعمار سوريا، وأن رفعها سيمنح السوريين “الحق في العمل والتجارة والأمل”.
وترى الصحيفة أن السياسة الأمريكية الحالية تعتمد على “الجزرة” وليس “العصا”، في محاولة لمنع أعمال العنف مستقبلاً، رغم أن هذه الخطوة كانت يمكن أن تُستغل لضمان معاملة عادلة للأقليات، إلا أن ذلك يبدو مستبعداً حالياً.
العنف الطائفي مستمر
وفق جيروزاليم بوست، أشرف نظام هيئة تحرير الشام، في أقل من عام على توليه السلطة، على ثلاث حالات من العنف الطائفي الدموي ضد الأقلية الدرزية والعلوية.
ونقل المصدر العلوي من الساحل السوري وصفه للوضع بأنه “بالغ الصعوبة، وخاصة بالنسبة للنساء”، مشيراً إلى توثيق حالات اختطاف واغتصاب شبه يومية، ضمن نمط ممنهج من الترهيب والتدمير للنسيج المجتمعي.
أما الأكراد السوريون، فيراقبون الوضع بحذر، خاصة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، حيث يواجهون حصاراً مستمراً من القوات الحكومية، فيما تنازلت الحكومة عن حل قوات “قسد” ومنحت أعضائها حرية الانضمام كأفراد إلى الجيش الجديد ضمن ثلاثة تشكيلات عسكرية وعدة ألوية مستقلة.
تأثير وقف العقوبات
تشير الصحيفة إلى أن قرار الولايات المتحدة بوقف العقوبات على حكومة دمشق يزيل وسيلة ضغط مهمة على الحكومة الجديدة، بينما تظل نواياها تجاه الأقليات غير واضحة.
وتلفت جيروزاليم بوست إلى أن التفاؤل الأمريكي تجاه النظام الجديد لا يعكس الواقع اليومي، حيث يستمر العنف الطائفي في كثير من المناطق السورية رغم انشغال السياسة الغربية بالقضايا الدولية.
الدور الإقليمي والتحديات المستقبلية
تؤكد الصحيفة أن إسرائيل تتكيف مع المزاج الأمريكي الذي يسعى للهدوء في المنطقة ويعتقد أن الشرع قادر على توفيره، مع الإشارة إلى دور تركيا وقطر كشركاء رئيسيين يمكن أن يلعبوا دوراً إيجابياً في التوازن الإقليمي.
لكن الصحيفة تحذر من أن تجاهل العوامل الطائفية والدينية والكراهية الحقيقية في المنطقة سيجعل أي سياسة قائمة على التفاؤل وحده محدودة النتائج، مؤكدة أن هذه الحقائق ستعود للواجهة على المدى الطويل، غالباً بتكلفة كبيرة.
اقرأ أيضاً:سوريا: بلد الـ 23 مليون مكوع.. إذا الشرع كوع، مين أنا حتى ما كوع؟
اقرأ أيضاً:الأخبار: داعش يردّ على الشرع: نحن هنا