داما بوست -ترجمة| بعد ساعات من استخدام روسيا والصين حق النقض “فیتو” ضد القرار الذي اقترحته أمریکا بشأن الحرب على غزة، استهدف إرهابيون أكثر من 130 مواطناً في قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في موسكو وأردوهم بين قتيل وجريح.
وكان مندوب روسيا في مجلس الأمن قد أكد أن المسودة الأمريكية مبهمة وتفتقر إلى بنود للضغط على على “إسرائيل” من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.
وقال الرئيس بوتين، صاحب الخبرة بالسجلات الاستخباراتية في “كي جي بي”، بعد العملية الإرهابية: “حتى لو ضربتمونا، فنحن لسنا نادمين على استخدام حق النقض بالفيتو ضد قراركم في مجلس الأمن ودعم شعب غزة”.
ووجه بوتين أصابع الاتهام ليس فقط إلى أمريكا، بل إلى “إسرائيل” أيضاً، وتعتبر هذه العملية الإرهابية هي الثانية للحلف الغربي، بعد التخطيط الموسع لإحداث أعمال شغب في الانتخابات الرئاسية الروسية قبل أيام قليلة.
إن التحركات الأمنية الأخيرة هي دليل أيضاً على القلق الشديد لدى الغرب من الهزيمة في حرب أوكرانيا، الجبهة التي فضحت مساعي “إسرائيل” من أجل هزيمة روسيا، بالتعاون مع أمريكا، ووضعت نفسها علناً عدة مرات في صف أعداء روسيا.
وعلى الرغم من إعلان “داعش” المسؤولية عن العمليات الإرهابية، إلا أن بوتين وجه أصابع الاتهام نحو المجرمين الذين يدعمون الحرب على غزة، ومن المرجح أن ينتقم من أمريكا و”إسرائيل”، لأن أي نوع من الدعوة للتعامل يرتبط بمرحلة ما قبل الأعمال الإرهابية، والإجراءات المخلة بالأمن تعتبر بمثابة إعلان حرب.
بعد ثمانية أشهر، موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، والذي يميزها عن السنوات الأربع السابقة أنها تأتي في أجواء من العداء الشديد للقطبين المتخاصمين، حيث اتهمت روسيا بالتلاعب في ذلك الوقت، ويزعم أحدث تقرير لوكالات الاستخبارات الأمريكية إن الصين وروسيا وإيران كثفوا جهودهم للتأثير على الرأي العام والانتخابات الأمريكية.
والآن بعد نجاح بوتين بولاية رئاسية أخرى، فقد أصبح على استعداد لمواجهة أكثر قوة مع الحكومات التي انخرطت علناً في عمليات مخلة بالأمن أو حتى عسكرية (تحت غطاء الجيش الأوكراني المفلس).
قبل عدة أعوام، سارت أمريكا للتلاعب في أوكرانيا وإنشاء قواعد استخباراتية وعسكرية وسياسية في كييف، وكانت النتيجة خسارة استراتيجية لأوروبا، ويبدو أن ما حدث في موسكو أمس من إرهاب في مسرح كروكوس سيدخل روسيا في مرحلة أكثر خصومة تجاه أمريكا و”إسرائيل”.