استياء سوري واسع بعد خطبة لـ عبد القادر البكور واتهامات له بإثارة خطاب طائفي

أثارت خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبد القادر البكور في أحد مساجد مدينة إدلب 14/11/2025 موجة واسعة من الاستياء بين السوريين، بعد أن تضمنت ــ وفق ما ظهر في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ــ تكفيراً للطائفة العلوية وانتقادات وصفها ناشطون بأنها “إقصائية” بحق عدد من علماء الدين السوريين من أهل السنة والجماعة المعروفين بدعواتهم لنبذ الفتنة وتوحيد المسلمين.

وبحسب المقطع المنشور، هاجم البكور عدداً من المشايخ الذين كانوا قد تبنّوا خطاب التهدئة ورفض التحريض الطائفي، بينهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، والشيخ أحمد كفتارو، والشيخ حسام الدين الفرفور، وهذا ما وصفه ناشطون سوريون بأنه “تهجّم مباشر” على منهجهم الداعي للتآخي بين السوريين ونبذ التعبئة المذهبية.

استياء شعبي واسع وانتقادات لحساسية الظرف:

وانتقد ناشطون وشخصيات اجتماعية الخطاب الذي طُرح في الخطبة، معتبرين أنه يؤجج الخطاب الطائفي الذي ساهم خلال الأشهر الماضية في زيادة الانقسام داخل المجتمع السوري.

ورأى كثير من السوريين أن إطلاق أحكام التكفير “يمسّ السلم الأهلي”، وأن استهداف علماء معروفين بمواقف إصلاحية وتوحيدية “يُعقّد المشهد الديني والاجتماعي بدلاً من تهدئته”.

وقال متابعون إن الخطاب يأتي في توقيت حساس، في ظل محاولات مجتمعية لإعادة ترميم العلاقات بين المكوّنات السورية بعد سنوات من الحرب والانقسام، معتبرين أن مثل هذه الخطب تزيد التوتر بدل أن تعزز التلاقي.

رفض الخطاب والدعوة إلى ضبط المنابر:

ودعا ناشطو إلى ضرورة “ضبط منابر الجمعة” ومنع تحويلها إلى منصات للتحريض، مؤكدين أن العلماء الذين جرى ذكرهم في الخطبة هم من أبرز الداعين إلى الحوار والوحدة بين المسلمين، وأنهم يمثلون “مدارس معتدلة” لها حضور واسع في المجتمع السوري.

كما حذر آخرون من أن نشر خطاب الكراهية بين السوريين قد يؤدي إلى تداعيات اجتماعية خطيرة، خصوصاً في المناطق التي شهدت في السابق احتكاكات على أساس مذهبي.

مطالبات بتحييد المنابر الدينية عن الصراع:

وتزايدت على مواقع التواصل دعوات لتحييد المساجد عن التجاذبات السياسية والطائفية، والتركيز على التوعية الدينية التي تعزز الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي، في وقت ما زالت فيه البلاد تعاني أزمات متراكمة على مختلف الصعد.

ويرى ناشطون أن الخطبة الأخيرة لعبد القادر البكور تعكس الحاجة الملحّة لتوجيه رسمي ومدني يضمن أن تبقى المنابر الدينية عامل تهدئة لا أداة تصعيد، وأن يتم التعامل مع أي خطاب يهدد التماسك الاجتماعي بجدية ومسؤولية.

إقرأ أيضاً: الاضطرابات في سوريا: أكثر من 430 ألف شخص فرّوا بسبب العنف الطائفي والاحتلال الإسرائيلي

إقرأ أيضاً: سوريا بعد التغيير السياسي: دولة غائبة وفصائل متصارعة.. وهل ينجح مشروع إعادة بناء الدولة؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.