سجون النظام الجديد تقتل: 62 وفاة تحت التعذيب وغياب كامل للمحاسبة
أثار استمرار الانتهاكات الجسيمة داخل سجون ومراكز احتجاز النظام السوري الحالي قلقاً متزايداً، حيث تكشف التوثيقات الأخيرة عن تكرار لمشاهد التعذيب والوفاة التي سادت في عهد النظام السابق.
فعلى الرغم من الآمال التي رافقت التغييرات في البلاد، تشير التقارير إلى أن سياسات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري ما زالت متبعة، مما يحول حياة المعتقلين إلى جحيم من التعذيب الممنهج الذي غالباً ما ينتهي بوفاتهم.
في إحصائية مقلقة، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 62 معتقلاً داخل سجون النظام الجديد منذ بداية العام الجاري.
وتشمل قائمة الضحايا شخصيات بارزة مثل القائد السابق لمطار تفتناز، ويُلاحظ أن العدد الأكبر من هؤلاء القتلى ينحدرون من محافظة حمص. هذه الأرقام تشير بوضوح إلى تصاعد خطير في الانتهاكات وحالات الوفاة غير الطبيعية داخل مرافق الاحتجاز.
يشير المرصد إلى أن دوافع معظم هذه الحالات كانت طائفية أو انتقامية، والأكثر إثارة للقلق هو غياب المساءلة الفعالة لمرتكبي هذه الجرائم.
فباستثناء بعض الإجراءات الانتقائية والمحدودة التي اتخذت لمعاقبة حالات بعينها، فإن الغالبية العظمى من المسؤولين عن قتل المعتقلين قد أفلتوا من العقاب والمحاسبة.
هذا الإفلات المستمر من العدالة يرسخ الشعور بالإفلات من العقاب ويشجع على تكرار هذه الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين.
في ضوء هذا التدهور، يطلق المرصد السوري تحذيراً شديد اللهجة للسلطات الحالية، مؤكداً على ضرورة التوقف الفوري عن اتباع النهج القمعي الذي كان سائداً في عهد النظام البائد.
كما يدعو إلى إجراء تحقيق شامل ونزيه يشمل جميع حالات القتلى تحت التعذيب والمختفين قسراً، والمحاسبة الصارمة والشفافة لجميع مرتكبي هذه الجرائم، دون أي تمييز على أسس طائفية أو انتماءات سياسية.
إن اتخاذ مثل هذه الإجراءات الحاسمة هو الضمان الوحيد لوقف هذه الانتهاكات المتكررة وحماية أرواح وكرامة المدنيين.
اقرأ أيضاً:معتقلو درعا المجهولون في سجون إسرائيل.. عائلات تبحث عن إجابات
اقرأ أيضاً:إضراب أبو شعيب المصري في سجون تحرير الشام بإدلب لليوم الـ74 وحالته الصحية تتدهور