المصارف الإسلامية تتقدم في سوريا بينما التقليدية تتراجع
يشهد القطاع المصرفي السوري تغيرات واضحة، حيث تتقدم المصارف الإسلامية بينما تواجه المصارف التقليدية، خاصة الحكومية، تحديات متزايدة. ويعود هذا التحول إلى عدة عوامل دينية واقتصادية وتنظيمية، بالإضافة إلى التغير في سلوك العملاء السوريين.
الباحث الاقتصادي ملهم جزماتي يشير إلى أن المصارف الإسلامية تستقطب شريحة واسعة من المودعين الذين يفضلون الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، والتي تتجنب الفائدة الربوية. ويضيف أن هذه المصارف تتمتع بمرونة تمويلية أكبر، حيث ترتبط أدواتها بعمليات تجارية حقيقية، ما يقلل المخاطر ويزيد ثقة العملاء.
من جهته، يرى رجل الأعمال هادي غزلان أن التحول إلى الصيرفة الإسلامية ليس خيارًا دينيًا فقط، بل استجابة واقعية لحاجة الناس إلى خدمات مالية موثوقة ومرنة، خاصة في ظل ضعف أداء البنوك التقليدية وتراكم القروض المتعثرة.
وتظهر البيانات الرسمية أن أصول المصارف الإسلامية ارتفعت بنسبة تقارب 28% خلال عام 2023، مقارنة بالعام السابق، ما يعكس تفضيل العملاء للمنتجات المالية الأخلاقية والمستدامة، وتقليل المخاطر المرتبطة بالقروض المتعثرة.
القوانين المصرفية تفرق بوضوح بين النظامين: المصارف التقليدية تعتمد على الفائدة لتحقيق الربح، بينما المصارف الإسلامية تحظر الفائدة وتعتمد على المشاركة في الأرباح والخسائر، مع الالتزام بأحكام الشريعة. المحامي يزن نواف الحكيم يشير إلى أن المصارف التقليدية تواجه تحديات تشمل نقص السيولة، ضعف البنية التحتية الرقمية، وتأثيرات العقوبات الاقتصادية، ما يعكس الحاجة إلى إعادة هيكلة هذه المصارف لتتمكن من المنافسة.
على الصعيد العالمي، يشير تقرير لوكالة “رويترز” إلى أن القطاع المصرفي الإسلامي تجاوز أصوله 3.6 تريليون دولار بنمو سنوي متوسط 12%، ويبدو أن سوريا تتجه نحو نفس الاتجاه، مع ارتفاع طلب العملاء على خدمات مالية تراعي القيم المجتمعية والاقتصادية.
خلاصة:
الصيرفة الإسلامية في سوريا تسجل نموًا مستمرًا، مدفوعة بثقة العملاء ومرونة التمويل، في حين تواجه المصارف التقليدية تحديات تتطلب تطوير أدواتها وتعزيز الشفافية لمواجهة المنافسة المتزايدة في السوق المصرفي المحلي.
اقرأ أيضاً:المصرف التجاري السوري يتخذ إجراءات لتسهيل صرف رواتب المتقاعدين