أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن الدفاعات الجوية الإيرانية تمكنت من إسقاط مسيرات صغيرة كانت تحلق في سماء أصفهان، مشبهاً تلك الطائرات بـ “الألعاب التي يستخدمها أطفال إيران”.
وفي مقابلة له مع هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية “NBC” بثت، اليوم، قال عبد اللهيان: “ما حدث في أصفهان لم يكن بهجوم إنما كان بمثابة تحليق طائرتين أو ثلاثة في سماء أصفهان تشبه الألعاب التي يستخدمها أطفال إيران وتم استهداف هذه الطائرات وإسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الإيرانية اليقظة والتي هي دائماً على أهبّة الاستعداد”.
وشدّد عبد اللهيان على أن تلك المسيرات ربما كانت تقوم بالتجسس وجمع الصور والمعلومات ولم يثبت أن لها صلة بالكيان الصهيوني، وأنه في حال اتخذ الكيان أي إجراء ضد طهران سيتم الرد عليه بشكل فوري وحاسم وبأقصى مستوى وسيندم الكيان على فعلته.
وأضاف عبد اللهيان: “إن الادعاءات الواردة في وسائل الإعلام حول مزاعم الهجوم الصهيوني على إيران ليست دقيقة بناء على المعلومات المتوفرة لدينا، بل إن الكيان الصهيوني يسعى لخلق انتصار من هزيمته المتكررة”.
وحول القلق من وقوع حرب كارثية بين إيران والكيان الصهيوني، نوّه وزير الخارجية إلى أن بلاده تؤكد على ضرورة إعادة الأمن والهدوء الى المنطقة من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، وأن طهران طلبت عدة مرات من أمريكا نصح الكيان بعدم توسيع نطاق الحرب وهذا ما يعتمده رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” لبقائه وحكومته في الحكم.
وحول استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، أوضح عبد اللهيان أن “نتنياهو” تجاوز الخطوط الحمراء وهاجم القنصلية بـ 6 صواريخ، فيما حددت إيران أهدافاً عسكرية وتحذيرية لردها العقابي وقامت باستهداف القاعدتين العسكريتين اللتين استخدمتا لمهاجمة القنصلية، ورغم أنه كان بإمكانها ضرب حيفا ويافا واستهداف الموانىء والمؤسسات الحكومية والاقتصادية للكيان الصهيوني إلا ان لدى طهران خط أحمر وهو عدم استهداف المدنيين.
وبشأن عملية “طوفان الأقصى” كشف عبد اللهيان أنها كانت قراراً فلسطينياً محضاً ولم تكن بلاده على علم بذلك، معتبراً تصرفات حماس بأنها حركة تحرير فلسطينية شعبية متجذرة ضد الاحتلال تماماً في إطار القانون الدولي، لافتاً إلى أن وقف العدوان الصهيوني على غزة يعني عودة الهدوء إلى المنطقة من شواطئ البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر بحيث يستفيد الجميع من الهدوء والأمن الدائمين.
وتساءل وزير الخارجية بقوله: “إذا كان نتنياهو لا يراعي أي خط أحمر تتحسس منه أمريكا، فلماذا كل هذا الدعم لنتنياهو؟، ولماذا تتحدث أمريكا عن السلام ووقف إطلاق النار وعودة الأمن إلى المنطقة وعدم تطور الحرب، وفي نفس أمريكا يتم اتخاذ قرار بإرسال مليار دولار أخرى كمساعدات أسلحة للكيان الصهيوني، ويتم إجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين حول هذا الموضوع؟، إذا أرادت أمريكا ألا يتجاوز نتنياهو الخطوط الحمراء، لماذا تستخدم أمريكا حق النقض ضد البيان الذي يدين انتهاك القانون الدولي؟، أولم تكن أمريكا حاضرة لدعم وحماية اتفاقيات فيينا المعروفة والتي تعتبر مهمة لحصانة جميع الدبلوماسيين والأماكن الدبلوماسية؟”.
وبخصوص البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال عبد اللهيان: “أنه دائماً برنامج سلمي، وما يثير القلق الآن هو وجود العديد من الرؤوس النووية لدى الكيان الصهيوني الذي تجاوز الخطوط الحمراء على مدار الأشهر الستة الاخيرة وهو مسؤول عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب مجتمعة، وعلاوة على ذلك اقتراح بعض المسؤولين في حكومة نتنياهو مرات عديدة استخدام القنبلة الذرية لتحقيق النصر في غزة، وهذا التهديد النووي مرتبط بأطماع الكيان الصهيوني وجرائم الحرب التي يرتكبها”.
وبيَّن أن الانتخابات في الولايات المتحدة تتعلق بالشعب الأمريكي وحده فهو من يختار وفقاً لوجهات نظره، معتبراً أنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين وإنما الفارق الحقيقي يكمن في أسلوب وتعامل الإدارة الأمريكية وإذا تم التعامل مع إيران وشعبها باحترام سيكون تعامل طهران مع البيت الأبيض باحترام، وأن أساليب الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب قد تكون مختلفة في تطبيق السياسة الخارجية، لكن خلال فترة رئاسة بايدن، لم نشهد أي تقدم ملموس في القضايا المطروحة على الطاولة بين إيران والولايات المتحدة.
وأشار عبد اللهيان إلى أن بلاده تحتل اليوم أحد أقوى مواقعها في مجال العلوم والمعرفة والتكنولوجيا والدفاع، وأنها من بين أفضل 5 أو 10 دول في العالم وحققت تقدماً كبيراً في التقنيات الجديدة وفي المجالات التي لم تكن مسموحة لها بسبب الحظر المفروض عليها، منوّهاً إلى أن أسباب المشاكل الاقتصادية في إيران تعود إلى السياسات غير القانونية والعقوبات الأمريكية أحادية الجانب والتي أثارت خوف الدول الأخرى.