تراجع إنتاج الزيتون في سوريا للنصف بسبب الجفاف
أشارت التقديرات الأولية لوزارة الزراعة السورية إلى تراجع كبير في محصول الزيتون للموسم الحالي، حيث قُدر الإنتاج بـ 412 ألف طن، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 35% مقارنة بالعام الماضي الذي وصل فيه الإنتاج إلى 740 ألف طن.
وقد أكدت مديرة مكتب الزيتون، عبير جوهر، لصحيفة “الحرية” السورية أن هذا التراجع يرجع بشكل أساسي إلى التغيرات المناخية، وعلى رأسها الجفاف وانخفاض الأمطار، بالإضافة إلى الحرائق التي التهمت مساحات واسعة في محافظات حماة واللاذقية وطرطوس وحمص. كما ساهمت ظاهرة “المعاومة” وضعف الخدمات الزراعية المقدمة للأشجار نتيجة ارتفاع التكاليف في تدني الإنتاجية.
الزيتون شريان الاقتصاد والزراعة
يُعدّ قطاع الزيتون ركيزة أساسية في الاقتصاد السوري، إذ يساهم بنسبة 3% من الدخل القومي ونحو 9.5% من الدخل الزراعي.
ويعمل في هذا القطاع الحيوي ما يقارب 300 ألف أسرة في الزراعة، بالإضافة إلى العمالة في المعاصر ومنشآت التعبئة.
وتشغل زراعة الزيتون مساحة 674 ألف هكتار، تمثل 12% من إجمالي المساحات المزروعة و 65% من مساحة الأشجار المثمرة.
ورغم أن سوريا كانت تضم أكثر من 100 مليون شجرة، إلا أن هذا العدد انخفض بفعل الحرب والتعديات والحرائق، حيث فُقد ما يقارب مليون ونصف المليون شجرة في إدلب وحدها، بالإضافة إلى الخسائر في ريف حلب وحماة ومحافظات الساحل.
توقعات الزيت.. حلب تتصدر الإنتاج
أوضحت جوهر أن محافظة حلب سجلت أعلى إنتاج هذا الموسم بتقديرات بلغت 110 آلاف طن من الزيتون، ينتج عنها 17 ألف طن من زيت الزيتون، تليها محافظات حمص، حماة، وإدلب.
وفيما يخص إنتاج الزيت، من المتوقع أن يصل الإجمالي إلى 65 ألف طن. وعن الاستهلاك، لفتت جوهر إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي أدى إلى انخفاض استهلاك الفرد إلى النصف تقريباً، ليصبح إنتاج الموسم الحالي كافياً لتغطية الاحتياج المحلي مع إمكانية تصدير كميات محدودة لدعم القطاع والمحافظة على الأسواق العالمية، مؤكدة على ضرورة المنافسة بجودة المنتج بدلاً من سعره.
جهود لتحسين إنتاجية الأشجار
تسعى وزارة الزراعة إلى التعاون مع المنظمات الدولية لتقديم الدعم للمزارعين بهدف تحسين إنتاجية الأشجار المتأثرة بالكوارث. ويشمل الدعم المقترح:
- تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة.
- توجيه المزارعين لزراعة الأصناف المتحملة للتغيرات المناخية.
- توفير غراس موثوقة بأسعار رمزية.
- تسهيل عملية المكافحة المتكاملة للآفات.
واختتمت جوهر بضرورة التركيز على اختيار الصنف المناسب، وتقديم الخدمات الزراعية الجيدة مثل التسميد والتقليم والري التكميلي، بالإضافة إلى الإدارة المتكاملة للآفات لضمان الحصول على ثمار سليمة وزيت زيتون سوري عالي الجودة.
اقرأ أيضاً:غلاء الزيتون يجبر الأسر على تقليل المؤونة
اقرأ أيضاً:موسم الزيتون في سوريا يواجه أزمة حادة: انخفاض الإنتاج بنسبة 70% وتوقعات بارتفاع جنوني للأسعار