داما بوست | جعفر مشهدية
تكررت خلال الأيام الأخيرة زيارات الوفود الرسمية السورية لمحافظة دير الزور، بالتزامن مع التصعيد الأميركي في ريف دير الزور الشمالي، وبمواجهة مناطق التماس مع الجيش العربي السوري.
وتفقد وزيرا الصحة حسن الغباش والسياحة محمد مارتيني عدداً من المشاريع الحيوية في شرق دير الزور، وذلك على بُعد أمتار من تمركز قوات الاحتلال الأميركي والميليشيات التابعة له.
واطلع “الغباش ومارتيني” على عمليات تأهيل المشفى الوطني في الميادين، والبناء التعليمي لمدرسة التمريض والقبالة، وعمل مشفى الأسد الجامعي ومنظومة الإسعاف المركزية، وأعمال إعادة التأهيل في فندق البادية.
وفي سياق متصل، تداولت وسائل إعلامية موالية للاحتلالين الأمريكي والتركي، معلومات عن زيارات أجرتها قيادات عسكرية وأمنية رفيعة المستوى، على نقاط تمركز قوات الجيش العربي السوري العاملة في المحافظة على خطوط التماس مع قوات الاحتلال الأميركي.
ويؤكد المحلل السياسي “د.ابراهيم قاسم” لـ “داما بوست” أن حضور الدولة في دير الزور هو للتأكيد على أهمية المحافظة لسورية، خصوصاً وأنها نقطة استراتيجية لجهة تموضعها في موقع حساس ومهم شرقاً”.
ويرى “القاسم” أن الزيارات الرسمية جاءت كرسالة للأميركي الذي يعمل على تجييش المنطقة، وتشكيل تحالفات عسكرية جديدة موازية لميليشيا قسد، وتوسيع دائرة العملاء التابعين له، إضافة لاستمرار التصعيد مع القوات الروسية فيما يخص سلاح الجو فوق المنطقة 55 المحتلة في التنف، وإجراء مناورات أميركية في المنطقة، كل ذلك يدل على أن زيارة مسؤولي الدولة السورية للدير جاءت لإبراز أهميتها، والأهم للتأكيد على أن سيادة الدولة لا نقاش فيها لا مع أميركا أو غيرها، وأن عملية التحرير وطرد القوات الغير شرعية قادمة وتحتاج وقت فقط”.
وعُقد الجمعة اجتماعاً في قاعدة حقل “العمر” النفطي ضم ممثلين عما يسمى “قوات التحالف” بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ومجموعة من الوجهاء وشيوخ عشائر في ريف دير الزور الشرقي، وكشفت المصادر أن شيوخ العشائر، لم يكونوا مؤيدين لمخططات المواجهة العسكرية التي يقوم الجيش الأميركي بالترويج لها ضد الجيش العربي السوري وحلفاؤه في شرق الفرات.
ونفذت العشائر العربية في دير الزور وقفة احتجاجية عند دوار الانتصار مدخل حي حطلة الخميس الماضي، رفضاً للاحتلال الأميركي وممارساته، وتعهد المحتجون على أن أي تحرك أميركي يستهدف خرقة الهدنة في الدير، فإن العشائر لن تقف حتى وصول القامشلي.
واستقدمت قوات الاحتلال الأميركي خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية جديدة من ميليشيات “الصناديد” و”جيش الثوار”، في اتجاه قاعدتي “كونيكو” و”العمر” بريف دير الزور، كما طالبت ميليشيا “قسد” والفصائل التابعة لها التأهب لأي هجوم على المنطقة من الضفة الغربية لنهر الفرات.
بالمقابل استقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة دير الزور وريفها، حيث عزز مواقعه في الجبهات المقابلة للمناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” الموالية للاحتلال الأمريكي، خصوصاً في بادية الميادين وريف دير الزور، والبوكمال والقرى الاستراتيجية، التي يسوق الاحتلال معلومات حول نيته السيطرة عليها.