“لن نشتري السمك حتى بالمي”.. والحل عند رئاسة مجلس الوزراء
داما بوست ـ جعفر الحافي
أصبحت اللحوم الحمراء والدجاج في عموم سوريا من الكماليات والرفاهية بالنسبة للمواطن السوري، وذلك نظراً للارتفاع الكبير في أسعارها، بسبب ما تعرضت له البلاد خلال العقد الماضي من حرب وتدمير للمنشآت الاقتصادية والإنتاجية وأيضاً العقوبات الاقتصادية.
“لم يعد البحر أبو اليتامى”
وفي خضم ذلك بقي المواطنون في محافظة اللاذقية ولفترة جيدة يستعيضون عن الدجاج واللحوم الحمراء بالأسماك قبل أن يرتفع سعرها وتلحق بغيرها من الكماليات
“بالظاهر مقولة يا بحر يا أبو اليتامى ما عادت صحيحة بالوقت الحالي”، بتلك الكلمات بدأ “أبو علي” أحد رواد سوق السمك في مدينة اللاذقية حديثه مع موقع “داما بوست”، مؤكداً أن أسعار السمك باتت أعلى بكثير من قدرة المواطن، فبعد أن كانت الأسماك المتنفس الأخير للمواطن السوري لا سيما أصحاب الدخل المحدود، باتت الآن حلماً صعب المنال، مشيراً إلى أن راتبه يكفي لشراء 3 كيلو من نوعية الأسماك المتوسطة.
الحق ع “الديزل”!.
جالت “داما بوست” بسوق السمك في اللاذقية واطلعت على أسعار الأسماك، حيث بلغ سعر السمك نوع الكربال 130 ألف ليرة، والسلطاني قرابة 110 ألف ليرة، أما القريدس فوصل سعره إلى 125 ألف ليرة، وسعر الكيلو من نوع سلمورا بزرة 50 ألف ليرة، بينما سجل سعر الكيلو من الفريدة وجريبد 160 ألف ليرة، والعصافير 60 ألف ليرة، وسعر فيليه هامور 70000، أما سمك فيليه سلمون بلغ 80000، وسعر المشط 55000 ليسجل سعر الكيلو من المرلان 140 ألف ليرة، بينما تراوح سعر الأجاج البلدي مابين 140 ألف ليرة.
وحول أسباب ارتفاع سعر السمك أرجع “أبو محمد” أحد الصيادين القدامى السبب إلى ارتفاع أسعار المحروقات “الديزل” الذين يحتاجونه للأبحار من أجل الصيد، حيث يضطر الصياد لشراء لتر المازوت بـ 15 ألف ليرة فضلاً عن إصلاح “الفلوكة” بين الحين والآخر، إضافة إلى عدم تكاثر الأسماك في فصل الشتاء، ما يؤدي إلى انخفاض كميات الصيد وبالتالي قلة العرض مقارنة مع فصل الصيف.
وحول أكثر أنواع السمك مبيعاً، أكد “أبو محمد”، أن أكثر الأنواع حضوراً على موائد الفقراء هو نوعي “البلميدا والسردين” الحبة الصغيرة، حيث يتراوح سعر الكيلو بين 5000 و10000، مؤكداً أن هذه الأنواع من الأسماك لم تكن محبذة من قبل أبداً، غير أن ارتفاع أسعار الأنواع الأخرى أجبر السوريين على شرائها بكثرة.
الحل عند الحكومة
ولمعرفة أسباب ارتفاع أسعار الأسماك، تواصلت “داما بوست” مع رئيس اللجنة النقابية للصيادين في اللاذقية، صبحي بكو، الذي أكد إن رفع الدعم عن مادة المازوت المخصصة للصيادين من قبل الحكومة أحد أهم أسباب ارتفاع الأسعار.
وقال: “كان الصياد يشتري لتر المازوت بـ 2000 ل.س والآن بات مجبراً على شراءه بالسعر الحر والبالغ حالياً 12500 ل.س وهو ما يعني زيادة في تكلفة الصيد أكثر من 5 أضعاف، هذا إن افترضنا أن الصياد وفّق في صيده”، معرباً عن خوفه من عزوف عدد من الصيادين عن العمل.
وكشف بكو عن مخاطبة نقابات الصيادين في الساحل السوري لرئاسة مجلس الوزراء والجهات المعنية لمنح الصيادين المازوت بسعر 8000 ل.س أسوة بالمباقر والمداجن، بهدف إنصاف الصيادين والتخفيف عنهم لضمان استمراريتهم في العمل من جهة وتواجد الأسماك في الأسواق وتخفيض سعرها من جهة أخرى.
وبحسب رئيس اللجنة النقابية للصيادين، فإن رئاسة مجلس الوزراء وعدت بمناقشة الطلب ودراسته، مشيراً إلى أن الرد قد يكون خلال الأيام القادمة.
ومن أسباب ارتفاع سعر السمك، كما ذكرها بكو، هو زيادة أسعار أدوات الصيد كالشباك، حيث يبلغ سعر شبكة الصيد للقارب الصغير نصف مليون ليرة سورية وفق قوله، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية وعدم تكاثر الأسماك في فصل الشتاء.
وتوقع رئيس اللجنة النقابية للصيادين انخفاض الأسعار بداية من شهر أيار 2024، بسبب استقرار حالة الطقس، ووجود أفواج جديدة من الأسماك، بالتزامن مع فترة التكاثر التي تمتد طيلة فصل الربيع.