رويترز: العنف الطائفي يهدد وحدة سوريا رغم المكاسب الدبلوماسية للشرع
على الرغم من الإنجازات الدبلوماسية التي حققها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع منذ تسلمه السلطة قبل تسعة أشهر، فإن التحدي الأكبر أمامه يتمثل في الحفاظ على وحدة البلاد، وسط تصاعد التوترات الطائفية التي تهدد بدفع سوريا نحو التقسيم
وبحسب تقرير لوكالة “رويترز” نشر أمس الإثنين، فإن القوات الكردية في الشمال الشرقي ترفض الاندماج الكامل مع الدولة وتطالب بدستور يضمن حقوقها.
وفي الجنوب الشرقي، يرفع الدروز شعارات الاستقلال بعد اشتباكات دامية مع القوات الحكومية.
أما في الشمال الغربي، فيتحدث قادة علويون عن شعور متزايد بالتهديد على وجود طائفتهم بعد مجازر ارتكبها مسلحون سنة محسوبون على الحكومة.
زعماء الأقليات الذين التقتهم وكالة “رويترز” خلال جولة في معاقل العلويين والمسيحيين والدروز الشهر الماضي، عبّروا عن غضبهم من إدارة الشرع ذات الطابع الإسلامي بعد تصاعد العنف الطائفي عقب إطاحته بالرئيس بشار الأسد.
اقرأ أيضاً:سوريا ليست مزرعة انتقادات تطال أحمد الشرع عقب زيارته تركيا ودول الخليج
يقول أبو بلال (45 عاماً)، وهو أب لثلاثة يعيش في جرمانا:
“كيف مواطن عايش بدولة والدولة بتقصفه.. إزاي أثق في هذه الدولة؟ هما بيجرونا عشان نطلب التقسيم لكي نحمي أنفسنا”.
في السويداء، يُقيم مقاتلون دروز حواجز محلية ويحرسون الطرق بأنفسهم، فيما رفع محتجون أعلام إسرائيل إلى جانب الراية الدرزية متعددة الألوان. مسؤولون سوريون يتهمون إسرائيل بتأجيج الانقسامات، بينما تؤكد تل أبيب أنها ملتزمة بحماية الدروز.
العلويون بدورهم يعيشون هاجس الإبادة. في القرداحة، يتذكر السكان مجازر آذار/مارس بمرارة. يقول أبو حسن (50 عاماً):
“الوضع ما بيسوى أبداً.. العالم كله خايف. ما فيه أمان، خايفين المجازر تتكرر، بدنا حل، بدنا دولة نظامية، لا نريد عصابة”.
ويضيف حسن لحّام، صاحب متجر بقالة:
“نحن طائفة حُكِم عليها بالإعدام.. شبابنا معتقلون وبناتنا ما بيطلعوا من البيوت خوفاً من الخطف والقتل”.
وبحسب التقرير فإن المسيحيون أيضاً يتحدثون عن قلق وجودي. في وادي النصارى، يقول ميشالي (27 عاماً) الذي يعمل في مطعم شاورما:
“إحنا في المنطقة المسيحية يعني محميين بس ما بقى فينا ننزل وين ما كان. أي بلد أجنبي بيقبلني بتمنى أروح عليه.. نحن نعيش بخوف”.
وفي حي دويلعة بدمشق، زاد تفجير انتحاري في كنيسة قلق الأهالي. يقول سعيد بعصولو، صاحب متجر:
“كلنا خايفين كثير.. مجتمعنا مترابط بس الهجمات الأخيرة خلت الناس تفكر بالهجرة، ما بقى في أمل في البلد”.
ورغم تعهد الشرع بالمصالحة ومعاقبة المسؤولين عن أحداث السويداء، يرى وسطاء أن التقدم بطيء، فيما تتشكل ملامح “تحالف فضفاض للأقليات” بدعم إسرائيلي، يطالب بدستور جديد يضمن حقوقهم.
خبراء يرون أن الشرع، رغم نجاحاته الخارجية الدبلوماسية، قد يخسر أهم معاركه داخلياً إذا لم يقدم تنازلات سياسية حقيقية للأقليات.
وكما قال أندرو تابلر من معهد واشنطن:”إما أن ينجح الشرع في المصالحة الوطنية أو سيبقى يحكم جزءاً فقط من سوريا”.
اقرأ أيضاً:بين الشرع وإلهام أحمد من يتحدّث باسم السوريين؟
اقرأ أيضاً:سوريا 2025: هل تقود الطائفية البلاد نحو انفجار جديد؟