أزمة التعليم في ريف حماة: آلاف الأطفال بلا مدارس مع بداية العام الدراسي الجديد
مع اقتراب العام الدراسي الجديد في سوريا، عاد عدد كبير من الأهالي إلى قرى وبلدات ريف حماة بعد فترات من النزوح، أملاً في إعادة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة. إلا أن الواقع التربوي في المنطقة يكشف كارثة تعليمية حقيقية، حيث تعاني معظم المدارس من دمار جزئي أو كلي، وسط غياب الدعم اللازم لإعادة تأهيل القطاع التعليمي.
تدمير واسع في المدارس وانهيار البنية التعليمية:
في الريف الغربي لمحافظة حماة، تشير التقارير إلى أن نحو 64 مدرسة تضررت بالكامل أو جزئياً بسبب سنوات من القصف والاشتباكات، بينما يبقى عدد المدارس القابلة للتشغيل محدودًا للغاية، ويعتمد على مبادرات محلية ضعيفة الموارد.
من أصل 175 مدرسة معترف بها في المنطقة، تعاني الغالبية من أضرار بنيوية تعيق استئناف العملية التعليمية. المدارس المتضررة تفتقر إلى أبنية آمنة، مرافق صحية، نوافذ وأبواب، وسائل تدفئة وتبريد، وكوادر تعليمية، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام التربوي.
أثر الأزمة على الأطفال والأسر:
الآلاف من الأطفال في ريف حماة، يواجهون خطر الانقطاع الكامل عن التعليم، ما يهدد مستقبلهم الأكاديمي والاجتماعي. بعض الأسر تضطر لإرسال أبنائها إلى مدارس بعيدة، ما يشكل عبئًا ماديًا وأمنيًا كبيرًا، بينما أخرى تجد نفسها مجبرة على النزوح مجددًا من أجل توفير تعليم لأطفالها.
الانقطاع المطول عن الدراسة يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية للأطفال، ويضاعف المعاناة على الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو من هم على أبواب امتحانات الشهادات.
تحديات رئيسية تعرقل العملية التعليمية في ريف حماة:
1- نقص التمويل لإعادة الإعمار: ترميم المدارس المتضررة يتطلب ميزانيات كبيرة لا تتوفر في ظل ضعف الإمكانيات المحلية.
2- غياب الأمن والسلامة: وجود مخلفات الحرب والألغام يمنع تشغيل العديد من المباني.
3- نزوح الكوادر التعليمية: عدد كبير من المعلمين لم يعودوا بعد، وسط غياب الحوافز وظروف العمل المناسبة.
4- ضعف الاستجابة الحكومية: تأخر كبير في تنفيذ أعمال الصيانة أو توفير البدائل التعليمية.
5- انهيار البنية التحتية المساندة: انعدام المياه، الكهرباء، وسائل النقل، والمرافق الصحية في معظم المدارس.
مناشدات المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية:
يطالب الأهالي والفعاليات التربوية في ريف حماة بـ:
1- إجراء مسح ميداني شامل لتقييم وضع المدارس (مهدمة، متضررة، بحاجة إلى صيانة).
2- تسريع عمليات الترميم بالتعاون بين المنظمات الدولية والمجالس المحلية، مع إعطاء الأولوية للمدارس التي تخدم أعدادًا كبيرة من الطلاب.
3- توفير حلول تعليمية بديلة مؤقتة مثل الخيام، الصفوف المتنقلة، أو التعليم عن بعد.
4- تحفيز المعلمين للعودة إلى وظائفهم من خلال رواتب عادلة وحوافز مناسبة.
5- ربط العملية التعليمية بضمان الأمن والاستقرار، فلا تعليم ممكن في مناطق مهددة بالخطر.
التعليم في ريف حماة على المحك:
يعيش ريف حماة، خصوصاً سهل الغاب والريف الغربي، كارثة تربوية صامتة. أطفال بلا مدارس، ومدارس بلا إمكانيات، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى دعم عاجل ومستدام. ومع بداية عام دراسي جديد، لم يعد التعليم ترفًا، بل بات تحديًا وجوديًا لإنقاذ جيل كامل من السقوط في هوة الجهل والفقر.
إقرأ أيضاً: أكثر من 7 آلاف مدرسة خارج الخدمة في سوريا… و3 ملايين طالب خارج التعليم
إقرأ أيضاً: الرقة.. أكثر من 40 ألف طالب مهددون بالحرمان من التعليم