أين اختفى داعش.. ولماذا البادية أقل خطراً الآن؟

داما بوست -يمان العبود

انتسب عدد كبير من عناصر تنظيم داعش إلى القوى الأمنية التابعة لحكومة دمشق منذ الأيام الأولى لسقوط نظام بشار الأسد في شهر كانون الأول الماضي.

وتقول معلومات خاصة حصلت عليها شبكة “داما بوست”، من مصادر أمنية في المنطقة الشرقية إن عدداً كبيراً من عناصر الأمن العام في مدن ريف دير الزور الشرقي كـ الميادين والبوكمال، كانوا من عناصر تنظيم داعش المنتشرين في مناطق البادية السورية.

المصادر التي تواصلت معها “داما بوست”، تفيد بأن البادية السورية باتت خالية من وجود خلايا تنظيم داعش التي كانت تعتمد في تأمين تمويلها الذاتي على عمليات السطو المسلح على القوافل التجارية ومهاجمة نقاط الجيش السوري السابق، ويعود الأمر إلى أن عناصر هذه الخلايا انتقلوا إلى المدن الكبرى في ريف دير الزور ومناطق من ريف حمص ودمشق ليقوموا بالانتساب إلى القوى الأمنية والجيش الذي شكلته الحكومة الانتقالية.

وتشير المصادر إلى أن القيادات في الحكومة الانتقالية على دراية كاملة بملف كل عنصر من التنظيم انتسب إلى القوى الأمنية، وأن هذه القيادات هي من سهلت عملية انتساب عناصر التنظيم المتطرف إلى القوى الأمنية والجيش في مقابل ضمان ولائهم وعدم شن هجمات على القوافل التجارية أو القوات التابعة لـ دمشق.

بحسب المعلومات التي حصلت عليها “داما بوست”، فإن حكومة دمشق جندت ما يقارب 700 من عناصر التنظيم غالبيتهم من المقاتلين السوريين، إضافة إلى نحو 50 عراقياً انضموا لقوات وزارة الدفاع، فيما يفضل بقية العراقيين البقاء حالياً خارج إطار التنظيم الإداري للقوات السورية إلى أن يتبين الموقف الكامل من الحكومة الانتقالية، ويعيش هؤلاء ضمن المناطق الزراعية الواقعة بريف دير الزور الجنوبي والمتداخل مع مناطق البادية بما يضمن سهولة انتقالهم إلى العراق في حال الطوارئ.

وتؤكد المصادر في الوقت ذاته أن الحملة الأمنية التي تشنها قوات الحكومة الانتقالية في سوريا ضد مجموعات مفترضة لتنظيم داعش ليست جدية، وإن غالبية عمليات المداهمة التي تم تصويرها هي مجرد تمثيليات وأن قرار تنفيذها من قبل وزارة الداخلية ووزارة الدفاع في دمشق جاء بتوجيه من رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، والتي تزامنت مع زيارته للعاصمة الأمريكية، لتكون بمثابة رسالة عملية من قبل الشرع تؤكد جهوزية دمشق للانخراط ضمن “التحالف الدولي” الذي تقوده أمريكا بحجة محاربة داعش، وهي مجرد عملية تمهيد لتصفية شخصيات من المجموعات المتطرفة الأجنبية والتي تنتشر في مناطق شمال غرب سوريا.

وضمن هذا السياق، قامت دمشق بنقل مجموعات من المقاتلين الأجانب لتنشرهم ضمن ثكنات الجيش السوري السابق في ريف دمشق والبادية بما يضمن عدم إمكانية تقديم هذه المجموعات الإمداد لبعضها في حال أي صدام واسع مع القوات الحكومية.

إذ تؤكد معلومات “داما بوست” أن الخطوة التالية لـ “الشرع”، ستكون تصفية المجموعات الجهادية المشكلة من مقاتلين يحملون الجنسيات الأوروبية والصينية والشيشانية والأوزبكية، الأمر الذي سيلقى دعماً أمريكياً على المستوى العسكري بشكل مباشر، إذ من المرجح أن تنفذ مقاتلات “التحالف” والطيران المسير التابع له عمليات تستهدف مقار قيادات هذه المجموعات خلال المراحل القادمة.

يذكر أن خلايا تنظيم داعش كانت تشن هجمات مستمرة على نقاط الجيش السوري السابق وعلى القوافل التجارية التي تعبر الطرقات الواصلة بين محافظة دير الزور وبقية المناطق السورية، وغالباً ما كانت هذه الهجمات تنفيذ بالتزامن مع تشويش على أجهزة الاتصال السورية مصدره القاعدة الأمريكية في منطقة التنف الحدودية مع العراق.

إقرأ أيضاً: نيويورك تايمز: أحمد الشرع تعاون سرًا مع “التحالف الدولي” ضد داعش منذ عام 2016

إقرأ أيضاً: براغماتية الشرع: صراع الفتاوى بسبب دخول سوريا التحالف الدولي

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.