الجفاف القاتل يوجع الفلاحين السوريين: انهيار الزراعة ومخاوف من تدهور الأمن الغذائي

يعيش الفلاحون في مختلف مناطق سوريا مأساة غير مسبوقة، إذ جفت بساتينهم المزروعة بالزيتون والتين، وتحولت مصادر الرزق إلى أراضٍ بور فاشلة. الجفاف الحالي – الأسوأ منذ أكثر من 60 عامًا – لا يؤدي فقط إلى تقلص المحاصيل بل يهدّد أيضاً مستقبل الزراعة وسبل حياة الملايين.

معاناة الفلاحين بلا سقف

المزارع الستّيني شحود محمود من مصياف اكتفى بقطاف ما تبقى من ثمار التين، فيما لم يُترِك الجفاف فرصة لموسم الزيتون هذا العام.

يقول راكان حماد لصحيفة “الأخبار”، إنه اتجه إلى زراعة أنواع أرخص كاليانسون والكمون. ودعا إلى دعم حكومي عبر قروض، وتعويضات، وإعادة هيكلة المصرف الزراعي لصالح الفلاح.

في ريف حلب الجنوبي، تبدو المعاناة أقسى، بحسب الفلاح بدر هويس؛ فهذه المنطقة مهملة بسبب سياسات خاطئة تخلط بين السياسة والزراعة، حيث تهمَل أرياف حلب لمصلحة مدينة إدلب، مع أنها تُعدّ من أجود الأراضي وأكثرها إنتاجية.

ويقول، لـ”الأخبار”: “لا دخل للفلاحين بالنظام السابق أو أنظمة الحكم عموماً، ويفترض عدم تجريمهم تحت أيّ ظرف والتركيز بدلاً من ذلك على الزراعة فقط ودعمها لحماية الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد المحلّي”، واصفاً تأثير كارثة الجفاف بـ«القاتل»، خاصة وأنها “تأتي بعد حرب مدمّرة: تهجير واستيلاء على الأراضي بعد سقوط النظام السابق وانخفاض كميات المياه التي يتمّ ضخّها من نهر قويق بسبب انقطاع الكهرباء وقلّة المحروقات”.

في الساحل السوري، يعاني المزارع “مأمون محمد” من صعوبة في سقاية المزروعات بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار الديزل، مطالبًا بإعفاء القروض وتأمين الوقود والكهرباء للمزارعين.

أرقام مرعبة من الفاو وأهمية التوعية العالمية

حسب منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، فإن 75% من الأراضي المزروعة في سوريا تضرّرت بفعل الجفاف، بما يشمل حوالي 2.5 مليون هكتار من القمح البعل، مع خسارة محتملة في الإنتاج بين 2.5 و2.7 مليون طن

يتعرض 16 مليون سوري لخطر نقص الغذاء هذا الموسم، وتُعد هذه الحالة الأسوأ منذ ستّة عقود، وفق ما أكدته FAO

الضرورة باتجاه المستقبل: استراتيجيات ناجعة لمواجهة الكارثة

يقترح الخبراء والمزارعون مجموعة من الإجراءات للتخفيف والتأقلم مع الأزمة:

1- دعم مباشر للفلاحين: عبر منح قروض ميسّرة، حوافز مالية، أسعار تشجيعية للقمح، وتعويضات من صندوق الكوارث.

2- إعادة تفعيل مؤسسات الزراعة: مثل المصرف الزراعي، واستكشاف حلول متطورة كالكهرباء عبر الطاقة الشمسية، وأنظمة الري الحديثة.

3- تحضير استراتيجي طويل الأمد: يشمل تأهيل السدود، إدارة موارد المياه بشكل مستدام، تطوير أصناف قمح مقاومة للجفاف، واستخدام تقنيات مثل الري بالتنقيط والري بالابتكار الوراثي

4- تنويع الزراعة: عبر دعم محاصيل أقل حاجة للمياه، وتحويل التركيز نحو الزراعة المناخية.

 

إقرأ أيضاً: الجفاف يهدد الأمن الغذائي في سوريا

إقرأ أيضاً: الجفاف يلتهم محصول الفستق الحلبي شمالي سوريا والأسعار تقفز

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب توتير

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.