ضحايا الألغام في سوريا يسجّلون رقماً قياسياً: أكثر من 1500 ضحية
سجّل عدد ضحايا الألغام ومخلّفات الحرب في سوريا أعلى مستوى له منذ خمس سنوات، رغم انتهاء الأعمال العسكرية وسقوط نظام بشار الأسد نهاية عام 2024. ويشير تقرير حديث لمنظمة “أنقذوا الأطفال” إلى استمرار الخطر الذي يلاحق السوريين، خصوصاً الأطفال، في ظل بطء عمليات الإزالة ونقص التمويل.
ارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا
التقرير الصادر كشف أن الألغام والذخائر غير المنفجرة باتت من أبرز العوائق أمام عودة الآلاف من السوريين إلى منازلهم. وبحسب المنظمة، عاد نحو 1.2 مليون لاجئ و 1.9 مليون نازح إلى مناطقهم خلال العام الماضي، إلا أن العديد منهم واجه خطراً مباشراً بمجرد العودة.
وفي العام الأول بعد سقوط النظام، وثّقت مؤسسة “هالو ترست” مقتل 165 طفلاً وإصابة 423 آخرين جراء المتفجرات المتروكة. كما بلغ إجمالي عدد الضحايا 1592 ضحية بينهم 585 قتيلاً، وهو الرقم الأعلى خلال خمس سنوات، مع ترجيحات بأن العدد الحقيقي أكبر بسبب غياب سجل وطني شامل للضحايا.
عائلات تعود إلى النزوح بسبب الانفجارات
الخطر لا يقتصر على الإحصاءات. إذ يورد التقرير قصة عائلة عادت إلى قريتها قرب إدلب بعد توقف العمليات العسكرية، لكنها اضطرت للعودة مجدداً إلى مخيم النزوح بعدما انفجرت ألغام قرب منزلها، ففقد طفلان ساقيهما بينما قُتل طفل ثالث.
هذه الحوادث، وفق المنظمة، تؤكد أن غياب خطط الإزالة الشاملة يجعل العودة الآمنة أمراً صعباً، خصوصاً في المناطق الريفية التي شهدت أعنف المعارك.
الأطفال أكثر الفئات تضرراً
تشير بيانات “أنقذوا الأطفال” إلى أن الأطفال يمثلون 43% من ضحايا الألغام ومخلّفات الحرب، ما يجعل سوريا أحد أخطر الأماكن على حياة الأطفال حتى بعد توقف القتال.
وتقول رشا محرز، مديرة المنظمة في سوريا: “رغم توقف الحرب، لا يزال الأطفال يواجهون تهديداً يومياً. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يدير ظهره لهذه الكارثة، يجب ضمان تمويل عمليات الإزالة والتوعية لحماية الأطفال ومنح العائلات فرصة لإعادة بناء حياتها”.
نقص حاد في التمويل
تكشف المنظمة أن النداء الأممي المخصص لجهود إزالة الألغام لعام 2024 لم يُموَّل سوى بنسبة 13% فقط من أصل 51 مليون دولار. ويرى مختصون أن استمرار هذا العجز يعني أن آلاف السوريين سيبقون عرضة لخطر الموت أو الإصابة لسنوات قادمة.
مطالب محلية ودولية عاجلة
تدعو “أنقذوا الأطفال” الحكومة السورية إلى تسريع وتوسيع عمليات إزالة الألغام بالتعاون مع المنظمات المتخصصة. كما تحثّ الجهات المانحة على توفير المعدات التقنية الحديثة لكشف وتحييد الذخائر غير المنفجرة.
وعلى المستوى الدولي، شددت المنظمة على ضرورة:
-
زيادة التمويل المخصص لدعم الضحايا.
-
تعزيز برامج العلاج الطبيعي والأطراف الاصطناعية للأطفال المصابين.
-
تطوير التدريب الطبي المتعلق بإصابات الانفجارات.
-
دعم التعليم الشامل للأطفال المتضررين.
ورغم توقف القتال، يبدو أن إرث الحرب لا يزال يحصد الأرواح يومياً، فيما ينتظر السوريون استجابة فعّالة تقلل من حجم المأساة المستمرة.
اقرأ أيضاً:معتقلو درعا المجهولون في سجون ;إسرائيل.. عائلات تبحث عن إجابات