داما بوست – خاص
زاد تنظيم “داعش” من هجماته على مواقع الجيش السوري والقوات الرديفة له في البادية السورية ومناطق ريف دير الزور الجنوبي والغربي خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ، حيث سجل عدد كبير من الهجمات في مناطق “كباجب – جبل البشري – المحيط الجنوبي الشرقي للسخنة”، في خطوة تفسرها المصادر الميدانية خلال حديثها لـ “داما بوست” بأنها رد فعل أمريكي على العمليات التي تنفذها المقاومة العراقية في مناطق شرق الفرات.
تؤكد المصادر الميدانية أن الهجمات التي ينطلق فيها تنظيم “داعش” من المناطق الشمالية لـ “منطقة خفض التصعيد”، المحيطة بقاعدة التنف، تترافق بموجات تشويش على أجهزة الاتصال العسكرية والمدنية السورية في المنطقة، مشيرة إلى أن التشويش مصدره قاعدة الاحتلال الأمريكي في بلدة التنف، في سيناريو يتكرر بشكل دائم كلما تحركت عناصر تنظيم “داعش”.
تقدر المصادر الميدانية التي تواصلت معها “داما بوست”، تعداد خلال “داعش” في البادية السورية بحوالي 800 عنصر، موزعين على مجموعات صغيرة تتحرك بالاستفادة من الأودية السيلية والتضاريس الصعبة للبادية السورية لتنفذ هجمات سريعة على مواقع الجيش السوري أو القوافل التجارية وتنسحب مباشرة إلى نقاط انطلاقها من محيط قاعدة التنف، الأمر الذي يؤكد الدور الوظيفي الذي تلعبه هذه الخلايا والمجموعات ضمن ردود الفعل الأمريكية على العمليات التي تستهدف القواعد غير الشرعية في المنطقة.
تشير التقديرات إلى إن إمكانية القضاء على تنظيم “داعش” في البادية السورية تبدو عملية شبه مستحيلة مع وجود منطقة خفض التصعيد التي تعرف باسم “منطقة الـ 55 كم”، حيث تحمي القوات الأمريكية هذه الخلايا بشكل مباشر من خلال منع استهداف أي نقطة داخل منطقة خفض التصعيد بحجة عدم جر المنطقة إلى توتر ميداني، وتؤكد معلومات خاصة حصل عليها “داما بوست”، من مصادر عشائرية في منطقة الركبان، أن فصيل “جيش سورية الحرة”، يقدم الخدمات الطبية والإسعافية لجرحى تنظيم “داعش”، كما يؤمن لهم وصول المياه والمواد الغذائية إلى أماكن تمركزهم في عمق البادية، وتعتبر العلاقة بين التنظيم والفصيل الذي يقوده المدعو “فريد قاسم”، هي العامل الحقيقي لاستمرار وجود داعش في البادية.
المصادر تشير إلى أن قادة من التنظيم المتشدد يزورون بين الحين والآخر النقاط التي يتمركز فيها “جيش سوريا الحرة”، وتبدو هذه الزيارات وفقاً لتقدير المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، زيارات عملياتية يتلقى من خلالها قادة التنظيم التعليمات من القوات الأمريكية بشكل مباشر أو عبر قادة “جيش سوريا الحرة”، علما أن قادة الأخير يتكفلون بتصريف ما يحصل عليه التنظيم من مسروقات تحت مسمى “الغنائم”، من خلال مهاجمته لمخيمات رعاة المواشي في البادية، أو للقوافل التجارية.
يذكر أن منطقة شرق الفرات تشهد عمليات مستمرة من قبل المقاومة العراقية لاستهداف القواعد الأمريكية غير الشرعية في الحقول النفطية، كما يشار إلى زيادة في تحركات قوات الاحتلال الأمريكي في المنطقة ذاتها من خلال الدوريات البرية وطلعات الطيران الحربي (المقاتل والمروحي)، في أجواء المنطقة.