رب ضارة نافعة.. شحن الموبايلات بالأجرة ينتعش في حمص جرّاء تراجع التغذية الكهربائية
داما بوست – عمار ابراهيم| أدت صعوبات الحياة في سوريا مع كل تفاصليها إلى ظهور مهن جديدة لم تكن موجودة سابقاً في محاولة من السكان على امتداد المحافظات لتجاوز العقبات التي يواجهها السواد الأعظم منهم.
وكان لقطاع الكهرباء نصيب كبير من تلك العقبات ومعها الحلول، إذ لم يقف السكان وأصحاب المهن على حد سواء وقفة المتفرج مع الضرر الذي لحق بهم وتعطل أعمالهم في ظل واقع كهربائي مترد لا يتجاوز حاليا نصف ساعة وصل كل 6 ساعات.
وكما يقول المثل الشعبي “رب ضارة نافعة”، فقد انتعشت بعض المهن الأخرى مستفيدة من واقع الكهرباء، وطفت على السطح “مصالح” جديدة لم تعرف سابقاً أو لم تكن بذلك الانتشار الحالي، ومنها صناعة الثلج وبيع البطاريات وألواح الطاقة الشمسية وغيرها.
ولأن الموبايلات باتت من أساسيات الحياة، فقد شكل انقطاع الكهرباء هماً وعبئاً على المواطنين، ما دفعهم للبحث عن بدائل تمكنهم من تأمين شحن البطاريات كون شراء “الباورات” لم يجد نفعاً مع نفاذ شحنه كذلك.
واستفاد أصحاب بعض المحال التجارية بطريقتهم الخاصة، ممن امتلكوا منظومات الطاقة الشمسية، إذ أنها ساعدت بحل مشاكل عملهم من جهة، ووفرت دخلاً مادياً جيداً من جهة أخرى، وبشكل خاص أصحاب محال بيع البوظة والمشروبات الباردة.
وأصبح من المألوف رؤية الإعلانات على واجهة المحال بإمكانية شحن الجوال أو الباور بما يتراوح ما بين 0100- 2000 ليرة، بناء على مدة الشحن أو امتلاء البطارية بشكل كامل.
وقال أحد أصحاب محال بيع البوظة في حي المهاجرين بمدينة حمص لشبكة “داما بوست” إن: “امتلاكنا منظومة الطاقة الشمسية كان عاملاً بتأمين دخل إضافي لم نحسب له حساباً في السابق، وذلك مع تراجع مدة وصل التيار الكهربائي، حيث اقترح علينا أحد الأصدقاء تطبيق الفكرة التي شاهدها في حي آخر فكانت نصيحته بجملٍ كما يقال”.
من جهته، قال زين وهو عامل في صيانة البرادات إن: “ضرورات العمل واتصالات الزبائن المتكررة فرضت أن نبحث عن حل لإبقاء الهاتف قيد التشغيل، وفي ظل انطفاء الباور الذي اشتريته فإنني أقع في مشكلتين معاً وبالتالي أدفع كل يوم ما يقارب 5 آلاف ليرة لشحن الباور والجوال مرتين”.
وأضاف حسن (طالب في كلية الهندسة بجامعة البعث) أن: “الجوال هام جدا لدراستي، حيث أعتمد عليه في تسجيل المحاضرات والدراسة والتواصل مع زملائي، بالإضافة إلى كونه منبهاً وأنظم عبره معظم مواعيد الدراسة و العمل”.
وتحدث كنان وهو خبير بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لشبكة “داما بوست” عن تكاليف تركيب منظومات الطاقة الشمسية قائلاً: “قبل كل شيء، لا بد من الإشارة إلى أن تركيب معظم المنظومات يتم بشكل خاطئ ويهدر الطاقة، وذلك لأن تركيب أنظمة الطاقة أصبح “شغلة يلي مالو شغلة” ودون التأهيل العلمي، علماً أن كفاءة الألواح الموجودة في الأسواق تعد جيدة”.
وبين كنان أن: ” تكلفة تركيب منظومة باستطاعة 3000 وات بما فيها، بطاريتي تيوبيلر 200 أمبير و4 ألواح مع التركيب تصل إلى 23 مليوناً، في حين يتراوح سعر لوح الطاقة ما بين مليوني ليرة ومليونين ونصف، وتتفاوت التكلفة بحسب نوعية البطاريات”.
وتقوم وزارة الكهرباء في كل مناسبة بتقديم الأعذار حول تراجع مدة وصل التيار الكهربائي، ويكون أولها عادة نقص توريدات المشتقات النفطية، وكانت أشارت مؤخرا إلى أنه من المتوقع أن تنتهي منتصف الشهر الجاري مع بدء وصول التوريدات، مضيفة أنه “مع وصول التوريدات النفطية في 15 الشهر الجاري، ستعود المخصصات لوزارة الكهرباء، بما يكفي لتشغيل مجموعات التوليد التي أوقفت، حسب قولها.