لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع “إسرائيل” قبل توقيع معاهدة الدفاع المشترك؟

عاد الحديث مجدداً عن احتمال تطبيع سعودي إسرائيلي، ولكن من باب مختلف هذه المرة يتمحور حول اتفاقية أمنية دفاعية مُزمع توقيعها قريباً بين واشنطن والرياض بحسب مسؤولين سعوديين وأمريكيين، على رأسهم وزيرا خارجية البلدين أنطوني بلينكن والأمير فيصل بن فرحان.

ورغم انتشار تقارير صحفية أجنبية أخيرة تحدثت عن محاولات لفصل مسار الاتفاقية الدفاعية عن التطبيع بناء على رغبة سعودية، إلا أن تقارير أمريكية استبعدت هذا الخيار وحصرته بعملية تطبيع سعودي إسرائيلي، إذ أصر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لن تدخل في اتفاقية دفاع مع المملكة العربية السعودية إلا إذا طبعت المملكة علاقاتها مع “إسرائيل”، وفق آخر تصريحات له لصحيفة فايننشال تايمز.

وبات معلوما لبعضهم أن للسعودية شروطاً تتعلق بعملية التطبيع أبرزها قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وهذه الشروط ترفضها حكومة الاحتلال الإسرائيلية وهو الأمر الذي مازال يشكّل العائق الأكبر أمام أي عملية تطبيع محتملة.

وهنا يشرح محلل أمني وسياسي سعودي أنه: “لا يمكن أن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل إلا بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة، ولا سيما أن الرياض أوضحت في كل المنابر الدولية وفي خطاباتها الرسمية أنه لا يمكن حصول التطبيع إلا بشرط إقامة دولة فلسطينية 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولا يمكن للسعودية أن تتنازل عن هذه الشروط التي تتضمن أيضا عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم”.

وتبرم عادة الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقيات دفاعية مع دول حليفة، غير أن هذه الاتفاقيات ليست متشابهة لناحية البنود والالتزامات، فهناك بعض الاتفاقيات تلتزم فيها الولايات المتحدة بالدفاع عن دولة ما بشكل صارم، مثل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أو اليابان أو كوريا الجنوبية أو أستراليا.

ولا يمكن للإدارة الأمريكية وحدها أن تبرم اتفاقية دفاعية مع الرياض، فلكي يصبح الاتفاق قانوناً حقيقياً، يجب أن تتم المصادقة عليه بأغلبية الثلثين في الكونغرس الأمريكي، أما من دون تلك المصادقة، فقد تلتزم الولايات المتحدة طوعاً بالاتفاقية بشكل جزئي أو كلي، ولكن في هذه الحال، لن يكون هناك ضمان بالتزام الإدارة المستقبلية لهذه الاتفاقية، وهو ما حصل مع الاتفاقية النووية مع إيران التي أبرمها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015 من دون حصوله على تأييد الكونغرس آنذاك، والتي انسحب منها خلفه دونالد ترامب عام 2019.

ويرى محللون أنه من دون التطبيع الإسرائيلي السعودي، فمن المرجح أن تفتقر الاتفاقية إلى الدعم السياسي في الكونغرس الأمريكي للمصادقة عليها.

لذا يُعتبر إشراك الكونغرس في الاتفاقية الدفاعية بالغ الأهمية لجهة تعزيز مصداقية وقيمة أي اتفاق أمني على المدى البعيد، وهو أمر ترغب في تحقيقه الرياض لضمان استمرارية الاتفاقية و”الاتفاقية لن تمرّ في الكونغرس بأي شكل من الأشكال من دون المكوّن الإسرائيلي”.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...