داما بوست – عمار إبراهيم| في مشهد متكرر عند بداية كل شهر، يصطف عشرات الموظفين أمام صرافات المصرف التجاري في مدينة حمص بانتظار استلام رواتبهم التي بات الحصول عليها مصدر قلق وانزعاج جراء الازدحام الكبير.
واعتاد المواطن في حمص منذ سنوات على سماع وعود المعنيين بالمصرف التجاري، التي تكررت كثيراً دون أي تحسن على أرض الواقع، مع تحول صرافاته إلى “صمديات” معطلة وخارجة عن الخدمة.
وتجولت شبكة “داما بوست” على مدى أيام منذ بداية الشهر الجاري في عدة أحياء لمعاينة الواقع، لتكون الصدمة أن الوجوه نفسها تعاود المجيء إلى الصرافات التي إما أن تكون خارج الخدمة أو مقطوعة من الشبكة، وبشكل خاص في فرع 5 وسط مدينة حمص وفرع المصرف على شارع الستين في حي الزهراء.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يتكدس العشرات على صراف واحد من بين 3 معطلين قرب الساعة القديمة في مدينة حمص مع المشاحنات والألفاظ الغاضبة من المواطنين نتيجة الإهمال المتكرر دون أي مراعاة لكرامتهم ووقتهم.
وقال أحد سكان حي الزهراء :”أصبح يوم القبض كابوساً إن صح التعبير، وذلك لعلمنا مسبقاً بالمعاناة التي تننظرنا يومياً من الوقوف مطولاً بانتظار الفرج، لدرجة أننا نهنئ من يقبض وكأنه قادم من السفر، إذ أن الوضع هو نفسه في كل شهر، والأغرب عدم محاولة المعنيين إيجاد حلول ليتمكن المواطن من قبض راتبه دون أن انتظار بالساعات”.
وأضاف آخر: “إن أحد الموظفين يقبّض عبر نقطة pos عندما تكون الشبكة متصلة، إلا أنه يتوجب عليك “تبييض الفال” كما يقال، ودفع مبلغ معين حسب قدرتك لكنه لا يقل عن 2000 رغم أن العمولة معروفة للجميع وهي 500 ليرة”.
وعند طرح السؤال على أحد العاملين في غرفة الصراف كان الرد حازماً وسريعاً ومختصراً “الموضوع بالشام مالنا علاقة فيه، أنتو وحظكم”ّ.
من جانبه، أوضح مدير الدفع الإلكتروني في المصرف التجاري السوري، م. وسيم العلي أن فروع المصرف في مدينة حمص ستعيد تغذية الصرافات، وتستبدل الجورنالات الورقية، وتضع الصرافات بالخدمة”.
وأضاف: “يتطلب ذلك الوقت بسبب عدم توفر الكادر التشغيلي الكافي، حيث سيقوم نفس الفريق التابع لكل فرع بتغذية صرافات الفرع”.
وكان مدير الدفع الإلكتروني في المصرف التجاري السوري، م. وسيم علي، قال في تصريح صحفي أن”عدد الصرافات العاملة بمدينة حمص 36، 21 منها موضوع بالخدمة، و15 صرافاً خارج الخدمة”.
ويحسب المهندس”علي” فإن عدداً من الصرافات تعرض للتخريب بشكل كامل بسبب الأعمال الإرهابية واستحالة صيانتها، ومنها ما هو معطل صعوبة بتأمين القطع اللازمة للصيانة بسبب الحظر المفروض”.
يشار إلى أن وزارة المالية أصدرت قراراً ساعد بحل أزمة صرافات العقاري، وهي ربط 11 بنك ليصبحوا شبكة واحدة ويمكن لحامل بطاقة المصرف العقاري السحب من أي من 11 بنكا ً حيث أصبحت شبكة واحدة.
ويمكن لصاحب البطاقة السحب من البنوك التالية: “العقاري، بيبلوس، الشرق، التوفير، بيمو السعودي الفرنسي، المصرف الدولي للتجارة والتمويل، البنك العربي، فرنسبنك، سوريا والمهجر و، الأردن سوريا وبنك قطر الوطني.
الجدير بالذكر أن أزمة الصرافات الآلية للمصرف التجارية لم تعد تقتصر عند موعد قبض الراتب أو صدور أية منحة، بل امتدت كامل أيام الشهر، ليبقى المواطن بانتظار حل جذري و تركيب صرافات إضافية في نقاط أكثر بعد أن يصحو المعنيون للواقع الحالي.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر