أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم أن أمر الإخلاء الذي أصدرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لسكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة يعد جريمة حرب وتهجيراً قسرياً لكونه يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ونقلت فرانس برس عن تورك قوله في بيان: “لا يمكن تصوّر نقل مئات الآلاف من الأشخاص قسراً من رفح إلى مناطق تم تدميرها حيث إنه بعد أكثر من ستة أشهر من القصف المتواصل الذي تشنه “إسرائيل” على قطاع غزة لا يوجد مكان خارج رفح تتوافر فيه البنى التحتية والموارد اللازمة لاستيعاب النزوح الجماعي لأكثر من مليون شخص”.
وشدّد تورك على أن القانون الإنساني الدولي يمنع تهجير مدنيين لأسباب تتعلق بالنزاع ما لم يتطلب أمن المدنيين المعنيين أو أسباب عسكرية قاهرة ذلك مطالباً قبل كل شيء أن يكون هناك وقف لإطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية التنقل بحرية وعلى نطاق واسع وإطلاق سراح الرهائن والأشخاص المحتجزين تعسفياً على الفور.
من جهته حذر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن عملية الإخلاء الجماعي لقسم من سكان رفح والتي أمرت بها “إسرائيل” ستؤدي إلى زيادة معاناة المدنيين لكونه من المستحيل أن تنفّذ بطريقة “آمنة” مؤكداً أن الأمم المتحدة لا تشارك بأي إخلاء غير طوعي.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف حذرت في وقت سابق من أن نحو 600 ألف طفل فلسطيني في رفح جنوب قطاع غزة مهددون بكارثة وشيكة جديدة في ظل قيام الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه دعوات للسكان للنزوح من أحياء في المدينة وسط تحضيرات لشن عدوان بري عليها.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بإجلاء مناطق واسعة شرق محافظة رفح، تمهيدا لبدء عدوان بري، عقب سلسلة من عمليات القصف الليلي المتواصل، والتي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي خريطة للمناطق التي هدد جيش الاحتلال باجتياحها، وتقع في المنطقة الشرقية من رفح، وتشمل محيط معبر رفح، الذي يعد المنفذ الوحيد للفلسطينيين نحو الخارج.
وطالب جيش الاحتلال النازحين بالتوجه نحو مناطق المواصي التي تقع غرب مدينة خانيونس، زاعماً أنها مناطق “إنسانية” آمنة.
وبعد مرور سبعة أشهر من الهجوم الإسرائيلي على غزة، تزعم حكومة الاحتلال أن رفح تؤوي الآلاف من مقاتلي حركة حماس، وأن من المستحيل تحقيق النصر دون السيطرة على المدينة.
ولكن مع لجوء أكثر من مليون فلسطيني إلى رفح فإن من شأن أي هجوم كبير عليها أن يؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة وهو ما يثير قلق القوى الغربية ومصر المجاورة.
وحذرت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من أن الهجوم على رفح، سيعني المزيد من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون العواقب مدمرة لـ 1.4 مليون مواطن.
وأكدت “الأونروا” في تصريح نشرته عبر منصة “إكس”، الإثنين، أنها ستحافظ على وجودها في رفح لأطول فترة ممكنة، وستواصل تقديم المساعدات المنقذة لحياة للناس.