رفع “شفهي” للعقوبات يشل الخطوط الجوية السورية ويعرقل تعافي القطاع

رغم التصريحات الرسمية الأميركية والأوروبية بشأن رفع العقوبات عن سوريا، لا تزال الخطوط الجوية السورية تعمل في بيئة مشلولة، نتيجة استمرار القيود الفعلية على تعاملاتها المالية والفنية، ما يعرقل خطط التعافي ويحد من قدرتها على توسيع أسطولها وتشغيل وجهات جديدة.

 

رفع إعلامي دون أثر فعلي

أكد مدير عام الخطوط الجوية السورية، سامح عرابي، أن العقوبات رُفعت “شفهياً فقط”، وهو ما يعني عدم وجود وثائق رسمية تتيح للشركة التحرك بحرية وأوضح أن معظم الشركات والبنوك الدولية ترفض التعامل مع الخطوط السورية بسبب غياب المستندات القانونية التي تؤكد رفع العقوبات فعلياً، مشيراً إلى أن الشركة لا تزال غير قادرة على استعادة أموالها المجمدة في الخارج، أو الحصول على محركات وقطع غيار عالقة منذ أكثر من 10 سنوات.

خسائر بالمليارات

تُقدّر خسائر قطاع الطيران السوري منذ عام 2011 بنحو 480 مليون دولار كعائدات مفقودة، إضافة إلى 300 مليون دولار خسائر مباشرة في المعدات والمنشآت والرادارات نتيجة الاستهدافات المتكررة. وتشير التقديرات إلى أن القطاع فقد نحو 70% من عائداته مقارنة بعام 2010، حين كانت الإيرادات من الهبوط والعبور الجوي تتجاوز 50 مليون دولار سنوياً.

وبدأت الشركة بعد الأزمة بطائرتين فقط تعانيان من أعطال، واستطاعت لاحقاً صيانتهما وإضافة طائرة ثالثة من طراز إيرباص A320، ليبلغ العدد الحالي ثلاث طائرات تعمل بأقصى طاقتها وتسعى المؤسسة إلى زيادة عدد الطائرات خلال 3 إلى 4 أشهر، عبر استئجار طائرات أو استئجارها بغرض التملك، في ظل صعوبة الشراء المباشر بسبب ظروف الشركات المصنعة والعقوبات.

عقبات أمام التحول الرقمي والحجز الإلكتروني

أوضح عرابي أن الموقع الإلكتروني الجديد جاهز وبجودة تضاهي المواقع العالمية، لكن العقوبات تمنع ربطه بأنظمة الدفع الإلكتروني الدولية مثل SWIFT وIBAN. وأشار إلى أن العمل جارٍ على توفير بدائل تكنولوجية محلية أو خارجية لتفعيل الحجز، وسيتم الإعلان عنها قريبًا مع وصول الطائرات الجديدة.

رحلات يومية لوجهات عربية… وأوروبا في الطريق

تشغل الخطوط السورية حالياً ست رحلات يومياً إلى وجهات تشمل:

  • الشارقة (رحلتان يومياً)
  • دبي وأبو ظبي (رحلات أسبوعية)
  • جدة، الرياض، الدوحة، والكويت
  • إسطنبول (رحلات يومية بدءاً من 10 الجاري)

وتعمل الشركة على إطلاق رحلات إلى طرابلس (ليبيا) قريباً، وتترقب تحسّن الظروف لإعادة التشغيل إلى القاهرة. أما بخصوص الرحلات إلى أوروبا، فأوضح المدير أن العملية تتطلب إجراءات معقدة تستغرق ما لا يقل عن ستة أشهر، لكن الشركة بدأت بالفعل تقديم الطلبات اللازمة، وتخطط لاستئناف الرحلات إلى العواصم الأوروبية خلال الموسم الشتوي أو الصيفي القادم.

ورغم الأعباء الهائلة، تواصل الخطوط الجوية السورية محاولاتها للنهوض وسط واقع قانوني واقتصادي معقّد وبينما تبقى العقوبات “مرفوعة شفهياً”، فإن الطيران السوري يواجه تحديات يومية في التمويل، والصيانة، والتوسع، وحتى في التواصل الإلكتروني، في انتظاررفع فعلي وحقيقي يحرر أجنحتها من القيود.

 

اقرأ أيضاً: مدير الموانئ: خطة وطنية لإعادة 4000 سفينة تحت العلم السوري

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.