الشراكات الإستراتيجية متشابكة بين إيران وروسيا والصين

لعل إنشاء نظام أمني عالمي جديد يقع في قلب التخطيط لمجموعة “بريكس” على قدم المساواة مع المناقشة الخاصة بإلغاء الدولرة، وكل هذا يشكل لعنة في نظر الغرب الجماعي، العاجز عن فهم الشراكات متعددة الأوجه والمتشابكة بين روسيا وإيران والصين.

وبحسب موقع “ذا كريدل” تحدث وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بشكل رسمي، وشدد على أن طهران لديها ما يبرر الدفاع عن نفسها ضد تمزيق “إسرائيل” لاتفاقية فيينا عندما اعتدت على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا تشكك الصين علناً الآن في الهجوم الإرهابي على نورد ستريم فحسب، بل وأيضاً في المحاولة المشتركة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” لعرقلة إقامة الدولة الفلسطينية.

علاوة على ذلك، تستضيف بكين، كما فعلت موسكو مؤخراً، الفصائل السياسية الفلسطينية معاً في مؤتمر يهدف إلى توحيد مواقفها.

وفي الوقت نفسه، قدمت روسيا منصة للأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، والتي سعت “إسرائيل” إلى وقف تمويلها، لشرح لممثلي مجموعة البريكس-10 الوضع الإنساني الكارثي في غزة، كما وصفه المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني.

باختصار، لقد بدأت بالفعل إدارة أعمال سياسية جادة خارج نظام الأمم المتحدة الفاسد، مع تفكك الأمم المتحدة وتحولها إلى كيان مؤسسي حيث تملي الولايات المتحدة كل الشروط باعتبارها المساهم الأكبر.

لكن مفترق الطرق الرئيسي خلال الأيام القليلة الماضية كان قمة الدفاع لمنظمة شنغهاي للتعاون في أستانا بكازاخستان.

ولأول مرة، التقى وزير الدفاع الصيني الجديد، دونغ جون، مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو، للتأكيد على الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما.

وشدد دونغ بشكل ملحوظ على الطبيعة “الديناميكية” للتفاعل العسكري بين الصين وروسيا، في حين ضاعف شويغو موقفه قائلاً إنه “يضع نموذجاً للعلاقات بين الدول” على أساس الاحترام المتبادل والمصالح الإستراتيجية المشتركة.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة لمنظمة شنغهاي للتعاون، دحض شويغو بشكل قاطع حملة الدعاية الغربية الضخمة حول “التهديد” الروسي لحلف شمال الأطلسي.

وكان الجميع حاضرين في اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون، بما في ذلك الهند، وإيران، وباكستان، وبيلاروسيا، بصفة مراقب على الطاولة نفسها.

وكانت الشراكات الإستراتيجية المتشابكة بين روسيا وإيران والصين متزامنة تماماً، فقد التقى دونغ أيضاً بوزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني، الذي أشاد بإدانة بكين للغارة الجوية الإسرائيلية في دمشق.

ما يحدث الآن بين بكين وطهران هو إعادة لما بدأ العام الماضي بين موسكو وطهران، وذلك عندما أشار أحد أعضاء الوفد الإيراني الذي كان في زيارة إلى روسيا إلى أن الطرفين اتفقا على اتفاق متبادل رفيع المستوى.

وفي أستانا، كان دعم دونغ لإيران واضحاً لا لبس فيه، فهو لم يقم فقط بدعوة أشتياني إلى مؤتمر أمني في بكين، وهو ما يعكس الموقف الإيراني، بل دعا أيضاً إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.

وقدم شويغو، خلال لقائه مع أشتياني، سياقاً إضافياً عندما أشار إلى أن “الحرب المشتركة ضد الإرهاب الدولي في سوريا هي مثال حي على علاقاتنا الودية طويلة الأمد”.

وأضاف أن الوضع العسكري السياسي الحالي والتهديدات التي تواجه دولنا تجبرنا على اتباع نهج مشترك لبناء نظام عالمي عادل يقوم على المساواة لجميع المشاركين في المجتمع الدولي.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكين في وقت لاحق من هذا الشهر. وفيما يتعلق بغزة، فإن الموقف الروسي الإيراني الصيني متناغم تماماً: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي فإن هذه ليست إبادة جماعية: فالكتلة تدعم” إسرائيل” مهما كانت الظروف.

إن التهديدات الأميركية بالاختيار الواضح بين إنهاء عدة فروع رئيسية للشراكة الإستراتيجية بين روسيا والصين أو مواجهة تسونامي العقوبات لا تقلق بكين. وينطبق الشيء نفسه على محاولات واشنطن منع أعضاء مجموعة البريكس من التخلص من الدولار الأمريكي.

لقد أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تماماً أن موسكو وبكين قد وصلتا تقريباً إلى نقطة التخلي عن الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية. والسرقة الصريحة للأصول الروسية من قبل الغرب الجماعي هي الخط الأحمر النهائي بالنسبة لمجموعة البريكس وجميع الدول الأخرى التي تراقب برعب.

وبينما يقع الغرب الجماعي في قبضة أزمة شرعية وجودية، فإن محور الصين، إيران، روسيا( RIC) يبتكر نظامه الأمني الخاص لحماية بقية العالم من “الإبادة الجماعية”.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

آخر الأخبار
قمة اقتصادية تركية - عربية في إسطنبول قريباً دعوى قضائية بإلغاء تصريح مدرسة دولية في القاهرة.. ما السبب؟ طقس الأحد.. الجو بين الصحو والغائم وحار في أغلب المناطق وزير داخلية الأردن يعلَّق على عمليات تهريب السلاح والمخدرات المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن يصل غداً إلى قطر وزير المالية يناقش إحداث الهيئة العامة للإنفاق ضمن مشروع الإصلاح الإداري تراشق بـ "كلمات بذيئة" بين ترامب وبايدن سوريا تشارك في المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بعد انقطاع ما حقيقة العثور على نهر مفقود بجانب الأهرامات؟ جو هارت يعلن اعتزاله اللعب دولياً المقاومة العراقية تستهدف هدفاً حيوياً في "إيلات" نشرة الطقس اليوم الجلاء يفوز على الوحدة في الفاينال 4 لكرة السلة هيئة الاستثمار تمنح إجازة استثمار في قطاع النقل واشنطن بوست تؤكد أن روسيا أفشلت المخططات الغربية روسيا: "الخطاب الغربي العدائي ضدنا لا زال مستمراً" عائلات أسرى الاحتلال تطالب "الجيش والكنيست" بإزاحة نتنياهو تعزيزات عسكرية مصرية على حدود القطاع تزامناً مع اجتياح الاحتلال لرفح توجيه إنذارات لأصحاب أكشاك في حمص.. تضرر مئات العائلات.. والجهات المعنية تبرر الاحتلال يدفع ثمناً باهظاً في جباليا.. المقاومة تتمكن من قتل 15 جندياً إسرائيلياً قطع للطرقات واعتداءات على المتظاهرين.. ارتفاع وتيرة المظاهرات المطالبة برحيل "الجولاني" في إدلب أكثر من ثلث طلاب الجامعات البريطانية يرون هجوم "حماس" عملاً من أعمال المقاومة "الفيفا" يوافق على انضمام 3 لاعبين لمنتخب سوريا منح إجازة استثمار لمشروع يوفر 30 فرصة عمل في طرطوس "طاقمها سوريون".. غرق سفينة في البحر الأسود