إضراب معلمي ريف حلب: ترقب مشروط ومستقبل تعليمي معلق
شهد قطاع التعليم في ريف حلب (مناطق درع الفرات وغصن الزيتون) واحدة من أوسع الحركات الاحتجاجية، حيث أطلق المعلمون “إضراب الكرامة” للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والمهنية.
وبعد توقف الدوام لأسبوعين في معظم المدارس، عاد المعلمون إلى عملهم، لكن هذا العودة ليست نهائية بل هي تعليق مؤقت ومشروط للإضراب
يستمر حتى 8 كانون الأول/ديسمبر 2025، في انتظار أن تفي الجهات المسؤولة بوعودها.
الأسباب والمطالب الرئيسية للإضراب
تتلخص الأزمة في تهميش قطاع التعليم وضعف رواتب المعلمين:
تدني الرواتب: يتقاضى المعلم في ريف حلب راتباً شهرياً يقارب 95 دولاراً أمريكياً فقط
وهو مبلغ لا يكاد يكفي لتغطية مصاريف أسبوع واحد خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة واضطرار البعض لتخصيص نصف الراتب للمواصلات.
غياب الدعم: هناك شكاوى من تأخر الرواتب وتأخر وصول الكتب واللوازم المدرسية حتى منتصف الفصل الأول.
المطلب الأساسي: شددت اللجان المنظمة للحراك على أن المطلب الأساسي هو تحسين الرواتب والاعتراف الرسمي بالحقوق المهنية للمعلمين.
تعليق الإضراب ووعود الترقب
أكد مصدر من اللجان المنظمة أن تعليق الإضراب مشروط، ويمنح فرصة للجهات الحكومية للوفاء بـ “وعود مهمة” لم يتم الكشف عن تفاصيلها.
حالة الترقب: رغم العودة النسبية للتعليم، ما تزال حالة من القلق تسود المدارس، حيث يشدد المعلمون على أن التعليق لا يعني انتهاء الإضراب
بل هو مهلة قصيرة قبل جولة جديدة من الاحتجاجات إذا لم تُنفذ الوعود.
شائعات الزيادة: تنتشر تكهنات حول زيادة مرتقبة قد تصل إلى 100%، أو رفع الراتب ليصبح بين 200 و 250 دولاراً، على غرار رواتب عناصر الشرطة والجيش في المنطقة
لكن هذه الأحاديث تبقى غير مؤكدة بانتظار الترجمة الفعلية على أرض الواقع.
التعويض عن الفاقد: تعهد المعلمون بالعمل على تعويض الفاقد التعليمي للطلاب الناتج عن فترة الإضراب
مؤكدين أن استمرارهم في العمل هو حرص على مستقبل الطلاب وليس ضعفاً في المطالبة بالحقوق.
أزمة عامة ومستقبل مجهول
لا يقتصر الوضع على ريف حلب؛ فمناطق إدلب المجاورة شهدت احتجاجات مماثلة للمطالبة بزيادة الرواتب
على الرغم من أن رواتب معلميها أعلى نسبياً (135 دولاراً)، لكنها لا تزال غير كافية لتغطية الكلفة المعيشية المرتفعة.
يواجه معلمو الشمال السوري خيارين: العودة إلى الإضراب لمزيد من الضغط، أو انتظار إصلاحات حقيقية تعيد للتعليم مكانته وتضمن لهم حياة كريمة.
مستقبل العام الدراسي بأكمله أصبح معلّقاً على مدى قدرة الجهات المسؤولة على الوفاء بالتزاماتها
حيث يؤكد المعلمون أن كرامتهم وحقوقهم ليست موضع مساومة وأن دعمهم هو شرط أساسي لإنقاذ العملية التعليمية برمتها
في مناطق تحتاج إلى المعلم كحجر أساس لإعادة بناء المجتمع.
اقرأ أيضاً:استئناف الدوام المدرسي في الشمال السوري بعد تعليق “إضراب الكرامة”
اقرأ أيضاً:تمييز الرواتب في المؤسسات الانتقالية: موظفون بامتيازات وآخرون تحت خط الفقر