دمشق وبغداد تتحركان لإحياء خط كركوك – بانياس
تسارعت خلال الأسابيع الأخيرة الخطوات السورية-العراقية لإعادة تأهيل خط أنابيب كركوك – بانياس، في إطار تحرك إقليمي ودولي أوسع لدعم مشاريع ربط الطاقة بين البلدين، بما في ذلك اهتمام أميركي مباشر بالمشروع.
فقد كشف نائب الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، أحمد قبه جي، أن إعادة تفعيل الخط باتت موضع عمل مشترك بين لجان فنية سورية وعراقية، تعمل حالياً على مراجعة المتطلبات التقنية ودراسة الجوانب الهندسية اللازمة لإعادة تشغيله بعد نحو عقدين من التوقف.
خط بانياس تحت الدراسة… وعروض استثمارية عالمية
وفي تصريحات لوكالة شفق نيوز على هامش معرض سوريا الدولي للنفط والغاز والطاقة، أوضح قبه جي أن الشركة السورية تسلّمت عدداً كبيراً من العروض الاستثمارية من شركات محلية وإقليمية ودولية مهتمة بدخول قطاع الطاقة السوري، مشيراً إلى أن هناك “اتفاقية قيد الدراسة لتفعيل خط بانياس”، وأن التنسيق مع الجانب العراقي يتم على مستوى عال عبر لجان فنية استشارية مشتركة.
وأكد المسؤول السوري وجود دعم أميركي لمشاريع ربط الطاقة بين العراق وسوريا، لافتاً إلى أن الملف يخضع حالياً لدراسة موسعة ضمن سياق اهتمام شركات عالمية بالمشاركة في عملية التأهيل.
معرض الطاقة في دمشق… مشاركة دولية ورسائل اقتصادية
وانطلقت مساء الأربعاء في مدينة المعارض بدمشق فعاليات معرض سوريا الدولي للنفط والغاز والطاقة، بمشاركة نحو 90 شركة محلية وعربية ودولية، في فعالية تسعى الحكومة من خلالها إلى تقديم صورة عن انفتاحها على التعاون الطاقي والاستثماري رغم الظروف الاقتصادية المعقدة.
وخلال الافتتاح، قال معاون وزير الطاقة لشؤون النفط، غياث دياب، إن المعرض يعكس “إرادة العمل والبناء رغم التحديات”، مؤكداً أن قطاع النفط والطاقة يمثل “ركيزة أساسية لإعادة الإعمار ومؤشراً على تعافي الاقتصاد”.
وأشار دياب إلى أن الحكومة تعمل على تسهيل الاستثمار عبر تحديث التشريعات، وإطلاق الشركة السورية للنفط كذراع تنفيذي جديد لإدارة الموارد البترولية، إضافة إلى فتح الباب أمام الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة.
خط كركوك – بانياس… مشروع قديم يعود إلى الواجهة
وتعود مشاورات دمشق وبغداد لإحياء الخط إلى نيسان الماضي، حين بدأ الطرفان سلسلة اجتماعات فنية لتقييم الخيارات الممكنة، سواء عبر ترميم الخط الحالي أو إنشاء مسار بديل. ويشمل العمل تشكيل فرق فنية واستشارية مشتركة، وسط توقعات بأن يستغرق التقييم عدة أشهر قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ.
ويُعد خط كركوك – بانياس من أقدم خطوط التصدير في المنطقة، إذ تم إنشاؤه في خمسينيات القرن الماضي وبدأ تشغيله عام 1952، بطول يصل إلى 800 كيلومتر وبطاقة ضخ تصل إلى 300 ألف برميل يومياً.
وقد تعرض الخط لأضرار جسيمة وتوقف عن العمل تماماً منذ عام 2003، فيما تُقدر كلفة إعادة تأهيله اليوم بين 300 و600 مليون دولار، وفق تقديرات فنية أولية.
تفعيل الخط… بين الطموحات الإقليمية والواقع الفني
يمثل المشروع أحد أبرز ملفات التعاون الاقتصادي بين سوريا والعراق خلال المرحلة الحالية، في ظل حاجة بغداد إلى منافذ تصدير إضافية، ومساعي دمشق لإعادة إدماج قطاعها النفطي ضمن شبكة الطاقة الإقليمية.
ومع استمرار المراجعات الفنية وتزايد الاهتمام الاستثماري، يبقى مصير خط كركوك – بانياس مرتبطاً بقدرة الأطراف المعنية على تجاوز التحديات السياسية واللوجستية، وتحويل التفاهمات الحالية إلى خطوات تنفيذية على الأرض.
اقرأ أيضاً:اجتماع سوري – أميركي بمشاركة الشرع يبحث آفاق التعاون النفطي البحري