صرخة أم من حمص تعيد إحياء ملف النساء المفقودات رغم النفي الحكومي
تصدرت قضية اختفاء السيدة “جميلة أحمد شاهين” من حمص المشهد الإعلامي مجددًا، بعد تداول فيديو استغاثة مؤثر لوالدتها. هذه المناشدة الإنسانية الموجعة جاءت بعد فترة وجيزة من إعلان وزارة الداخلية السورية نفيها لوجود ظاهرة واسعة النطاق لاختطاف النساء والفتيات في البلاد، ما أعاد تسليط الضوء على هذا الملف الحساس.
فقد أطلقت والدة جميلة، وهي أم لثلاثة أطفال والمُعيلة الوحيدة لأسرتها، نداءً يائسًا إلى “أصحاب الضمير” للبحث عن ابنتها التي فُقدت يوم السبت الماضي عند الساعة الثالثة ظهرًا. الروايات المتداولة تشير إلى أن جميلة كانت في طريقها إلى موعد طبي في شارع النزهة بحمص عندما انقطع الاتصال بها، وقد تقدمت عائلتها ببلاغ رسمي باختفائها.
على النقيض من هذه الاستغاثة، أدلى المتحدث باسم وزارة الداخلية، “نور الدين البابا”، بتصريحات أكد فيها أن لجنة تحقيق مختصة راجعت 42 حالة أُبلغ عنها في أربع محافظات (حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس)، وخلصت إلى أن 41 حالة منها لم تثبت كحوادث اختطاف، بينما أُثبتت حالة واحدة فقط تمت معالجتها بسلام. وأوضح البابا أن هدف الوزارة هو مواجهة “الشائعات” التي تهدف لنشر الذعر حول “ظاهرة اختطاف” يعتبرها غير صحيحة.
إلا أن هذا النفي الحكومي يتناقض مع تقارير منظمات دولية عدة. فقد أعلنت منظمة العفو الدولية عن توثيقها لتقارير موثوقة حول اختطاف ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة من الطائفة العلوية منذ شهر شباط الماضي، مشيرة إلى تقاعس الأجهزة الأمنية عن إجراء تحقيقات فعالة في معظم الحالات التي وقع بعضها في وضح النهار.
كما وثق تحقيق استقصائي لوكالة رويترز 33 حالة اختطاف مع ورود تقارير عن طلب فدية مالية في بعضها. بالإضافة إلى ذلك، أعرب خبراء أمميون في شهر حزيران عن قلقهم البالغ إزاء تقارير عن اختطاف 38 امرأة وفتاة في محافظات مختلفة، وأشاروا إلى تعرض الضحايا للتخدير والاعتداء الجسدي في بعض الروايات، وتلقي العائلات تهديدات مباشرة لمنعها من الإبلاغ عن الحوادث.
اقرأ أيضاً:وزارة الداخلية السورية: 41 من أصل 42 بلاغاً عن اختطاف في الساحل لم تكن صحيحة
اقرأ أيضاً:وزير الطوارئ: عدد المفقودين في سوريا يتجاوز 140 ألفا