“بدي العصمة بإيدي”.. بهذه الكلمات فاجأت (سهى.ي) ليس الرجل الذي تقدم للزواج منها فحسب، ولكن أهلها والمجتمع من حولها.. تتحدث عن سبب طلبها العصمة لـ “داما بوست”: “كنت متزوجة من قبل، وكان زوجي سيء الطباع والمعشر وعند أي مشكلة يتفوه بكلمة (طالق) حتى أصبحت محرمة عليه، لهذا قررت أن تكون العصمة بيدي، فهذا يجعل حياتي الزوجية أكثر استقراراً وهدوءاً، لأن الزوجة تميل إلى استمرار العلاقة أكثر من الزوج، خاصةً بوجود الأطفال”.
فما هي الأسباب التي قد تدفع المرأة إلى الإصرار على أن تكون صاحبة العصمة؟ وهل يقبل الرجل بسهولة هذا الشرط؟ ما هي الحالات التي تستطيع فيها المرأة أن تطلق نفسها؟
“داما بوست” تواصلت مع المحامي “أغيد وردة” والذي أكد أنه لا يوجد في القانون السوري لفظ (العصمة بيد الزوجة)، ولكن جاء نص قانون الأحوال الشخصية السوري واضحاً بأنه من حق الزوج أن يوكل غيره في الطلاق ومن الممكن أن يفوض زوجته بطلاق نفسها، مشيراً إلى أنه في حال تم التفويض والتوكيل وتم تسجيله في عقد الزواج فلا يمكن للزوج التراجع عنه.
وأوضح المحامي أن “المادة 87 من قانون الأحوال الشخصية نصت على أنه:
١- يقع الطلاق باللفظ وبالكتابة ويقع من العاجز عنهما بإشارته المعلومة.
٢- للزوج أن يوكل غيره بالتطليق.
٣- للزوج أن يفوض الزوجة بتطليق نفسها (وهذا ما نقصده بالعصمة).
٤- إذا طلقت الزوجة المفوضة نفسها وقع الطلاق بائناً بينونة صغرى ما لم يكن مكملاً للثلاث.
٥- إذا كان التفويض للزوجة واقعاً في عقد الزواج حين إبرامه فلا يملك الزوج حق الرجوع عنه”.
وأكمل المحامي حديثه: “بعد التعديل الأخير لقانون الأحوال الشخصية لاحظنا في بعض عقود الزواج أن هناك بعض الزوجات تدرج في صك الزواج، شرط إمكانية تطليق نفسها، ولكن هذا لا يعني أن تقول للزوج (إنني طلقتك) كما يتخيل للبعض، لكن تقول (طلقت نفسي منك) وهذا يقع طلاق بائن صغرى”، مشيراً إلى أنها نسب صغيرة لا تتجاوز 2%.
أما عن سبب إصرار المرأة بأن تكون صاحبة العصمة، أجاب المحامي: “لعل السبب في إدراج هذا البند هو أن لا تكون الزوجة تحت رحمة الزوج المتعنت بالطلاق أو لرغبتها باختزال مشوار الطريق القضائي في حال رغبتها بالطلاق لأسباب هي تقدرها”.
وفي هذا السياق، تحدث القاضي “محمد عروس” في تصريح خاص لـ “داما بوست”، أنه “في حال اضطر الزوجين إلى إجراء عقد عرفي لأسباب مختلفة، فليكن بشرط أن تكون العصمة بيدها من أجل تثبيت عقد الزواج في المحكمة كما في حالة (لم الشمل) ومن جهة ثانية تستطيع طلاق نفسها وهذا ما يجب على أهل الفتاة القيام به”.
وأردف القاضي أنه “للنساء أيضاً أن يشترطن في عقد الزواج أنه إذا تزوج الزوج من امرأة ثانية تصبح العصمة بيدها بحيث تطلق نفسها متى شاءت، ومثل هذه الحالة لا تحدث إلا في حالات تعدد الزوجات أو لعذر شرعي في الزوجة”.