داما بوست- منهل إبراهيم| يأتي التقلب الفصلي بكمّ كبير من التناقضات بألوانه ومزاجه فينعكس على أمزجة الناس وظروفهم الصحية، البعض يرتاح بالشمس والدفء، وآخرون يسبب لهم طقس الخريف والربيع الكآبة تارة والحساسية تارة أخرى، وأغلب الناس تصيبهم أمراض موسمية مختلفة، فيلجؤون للقاحات ضد نزلات البرد والإنفلونزا،في الشتاء ويعانون من ضربات الشمس في الصيف.
وتبقى الزهور المجففة ” الزهورات” ذلك البلسم الدافئ الذي يرافقنا ويحل بديلاً عن الأدوية المطلوبة لتخفيف وطأة الأمراض الموسمية.
المهندس الزراعي علي عبد الله تحدث عن النباتات العطرية “الزهورات” لـ داما بوست وقال إن الانتقال إلى فصل إلى فصل يمثل إرباكاً لجسم الإنسان ومن الأفضل التوازن والانسجام مع الفصل الذي يحل مع تفاصيله الكثيرة، واختيار ما يناسب من الطعام إلى الشراب والروائح والألوان والحركة.
مهمة في الصناعات الدوائية
مثال عن الخريف “كلما تناولنا المأكولات الحمراء والصفراء والبرتقالية والتي تشبه ألوان الخريف والأوراق المتساقطة والألوان النارية الفاتحة، ندخل بانسجام أكبر مع فصل الخريف نفسياً وعقلياً، حتى إن ألوان الثياب الترابية والحمراء والصفراء والبنية والبيج تدخلنا بتوزان أكبر مع الخريف”.
وعن أهمية الزهور المجففة ” الزهورات” قال المهندس عبد الله إن زراعتها في توسع مستمر في سوريا في جميع المحافظات، وهي مهمة جداً في الصناعات الدوائية.
وتحدث عن مجموعة مهمة من النباتات التي تدخل في عداد أنواع الزهورات أو الشاي بالأعشاب كاليانسون والتي يجب تناولها بكميات معقولة، والقرفة التي تعدل المزاج وتساعد مرضى السكري في تعديل السكر، حتى إن رائحتها تعمل على تعزيز ودعم المزاج، إذ إنها تعد من الروائح الخمس التي تريح الإنسان وتمنحه الطاقة الإيجابية، كما يمكن إضافتها إلى الطعام”.
الورد الجوري يقوي جهاز المناعة
ونصح المهندس عبد الله بتناول الورد الجوري إما شراباً أو مع الشاي لتقوية جهاز المناعة، والإكثار من فيتامين “سي” (C) الموجود في الورد الجوري، والقرفة وشاي الليمون “ليمون غراس” (Lemon grass) المعروف في لبنان وسوريا بالشاي الأخضر، والبابونج مع الشاي.
ولفت إلى أهمية الزنجبيل مع الشاي الأخضر، والكركم والنعناع والزيزفزن والبابونج، وكلها جيدة لجهاز المناعة الذي يقاوم أمراض البرد والحساسية، والتقلبات الفصلية، كما هو الحال الآن مع الفروقات الحرارية بين النهار والليل، وبين الانتقال من يوم لآخر أثناء الانتقال من فصل لفصل جديد.
ونصح المهندس عبد الله بشاي ورق الزيتون، وشاي الزنجبيل والحبق حيث يغلى الزنجبيل الأخضر بالماء 5 دقائق ثم تضاف أوراق الحبق، وتغلى 5 دقائق إضافية مع الزنجبيل، ويترك بعدها منقوعاً بالماء لمدة ثلث ساعة، ويمكن إضافة العسل.
تشجيع زراعات النباتات العطرية
وللرشح أيضا يمكن إضافة الليمون والزنجبيل والعسل للماء الساخن أو الشاي، ويمكن استخدام البابونج أيضا والشاي الأخضر، وهو متوفر دوماً، ويعد مضاداً للأكسدة كما أنه جيد لجهاز المناعة ولتخفيف الوزن.
إضافة إلى الكركديه، الذي ينقع في الماء المغلي 5 دقائق، ثم يصفى ويوضع فيه شرائح الليمون لتحفيز فيتامين “سي” الذي يقوي جهاز المناعة، وهو جيد للبشرة.
وقال المهندس عبد الله “يعد مشروب الزهورات واحداً من المشروبات تشتهر في كل الفصول وليس في فصل الشتاء فحسب كمشروب يعالج الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية علاوة على دخوله في تركيب صناعة الأدوية”.
والزهورات لديها تأثير إيجابي على تعزيز الذاكرة نظراً لما تتمتع به من روائح عطرة ونفاذة لديها القدرة على تنشيط الدماغ وخاصة لدى من يعاني من ضعف التذكر، وهي تقلل من الإجهاد، وتحفز الذاكرة، وتحسن المزاج، وتساعد على الاسترخاء والنوم.
وختم المهندس علي بالقول: “من الضروري تشجيع زراعات النباتات العطرية، وهنالك عدة مشاريع زراعية صغيرة لها، مثل الكمون والزنجبيل، والوردة الشامية والكركديه هو ناجح في بين الزراعات ومشروب مطلوب ومفيد، وإنتاجيته عالية، كما أن الأعشاب الطبية بشكل عام في سوريا لايوجد لها ترخيص رسمي من قبل وزارة الصحة لاستخدامها كعلاج دوائي، ولذلك فإن ضعف التصدير وعدم وجود شركات تصنيع مرخصة لهذه المنتجات يجعل من زراعتها محدودة، ويجني منها التجار أرباحاً أكثر من الزارعين.