داما بوست – خاص| تستمر أزمة البنزين الخانقة بالسيطرة على المشهد العام في مدينة حلب، نتيجة التأخر الكبير على صعيد مدة وصول رسائل التعبئة للمواطنين، الأمر الذي عزز من نشاط بيع المادة في السوق السوداء، وأوصل أسعارها إلى أرقام غير مسبوقة.
فبعد فترة من الاستقرار في مدة وصول رسائل التعبئة، والتي لم تكن تتجاوز العشرة أيام، بدأ الحلبيون يلحظون منذ عدة أسابيع، تأخراً متزايداً لوصول الرسائل، ومن /12/ يوماً خلال الفترة الأولى من الأزمة، باتت مدة وصول الرسائل تتراوح راهناً ما بين /15/ و/17/ يوماً للسيارات الخاصة، ومثلها تقريباً للسيارات العمومية، ما تسبب بحالة من شبه الشلل في شوارع المدينة.
وعلى حين فضل العديد من الحلبيين ركن سياراتهم والتنقل بوسائط النقل العمومية نتيجة قلة البنزين في خزانات سياراتهم، لجأ آخرون، وخاصة سائقو سيارات التاكسي، إلى السوق السوداء للحصول على ما يلزمهم من المادة لقضاء أعمالهم اليومية، لتشهد السوق السوداء مؤخراً نشاطاً غير مسبوق، رفع من سعر ليتر البنزين الواحد فيها إلى عتبة الـ /22/ ألف ليرة.
ووفق ما ورد من معلومات لـ “داما بوست” عبر مصادر خاصة، فإن تأخر وصول رسائل التعبئة، يعود سببه إلى تخفيض مخصصات البنزين المدعوم لمدينة حلب بنسبة كبيرة، ومنذ أكثر من أسبوعين، دون توضيح الأسباب من المعنيين في دمشق حيال أسباب التخفيض.
وبينما كان البنزين “أوكتان 95” الناجي الوحيد من الأزمات السابقة، إلا أن “البلّ وصل إلى ذقنه” في الأزمة الحالية، فخُفّضت الكميات الواردة منه إلى حلب، لتصل إلى ما لا يتجاوز الطلبين يومياً، رغم الطلب المتزايد على المادة من المواطنين، كونه الأرخص على ارتفاع سعره، مقارنة مع أسعار السوق السوداء.
ودفع تخفيض مخصصات “الأوكتان 95″، بـ “سادكوب” حلب إلى إلغاء قرارها السابق باستمرار العمل في كازيات الأوكتان الثلاث من الساعة /8/ صباحاً وحتى /12/ من منتصف الليل، وجعل فترة عمل الكازيات من الـ /8/ صباحاً وحتى نفاذ الكمية الموجودة، بحسب ما علمته “داما بوست”، الأمر الذي زاد من طوابير السيارات المتوقفة على الكازيات الثلاث المخصصة للمادة، وأجبر العديد من الراغبين بالتعبئة على الانتظار في الدور لساعات طويلة، أو ليومين متتاليين في بعض الأحيان.
الارتفاع الجنوني لسعر البنزين في السوق السوداء، وشحّ المدعوم منه، أرخى بظلاله على مختلف جوانب الحياة في مدينة حلب، فارتفعت أسعار الركوب في سيارات الأجرة “التاكسي” بمعدلات تراوحت بين /20/ و/25/ بالمئة، الأمر الذي تسبب بعزوف نسبة كبيرة من الأهالي عن استخدامها في تنقلاتهم، وبالتالي زيادة الضغط على السرافيس العاملة ضمن المدينة.
وكانت عانت مدينة حلب خلال سنوات الحرب من سلسلة أزمات خانقة على صعيد المحروقات، وخاصة بالنسبة للبنزين، إلا أن الأزمة الحالية بالتحديد، أثارت موجة استياء واسعة بين أوساط الحلبيين، وخاصة في ظل عمليات الرفع الحكومية المتتالية للأسعار، والتي وصلت إلى /12/ ألف ليرة سورية لليتر البنزين المدعوم، و/14500/ ليرة لـ “الأوكتان 95″، دون العمل على توفير المادة بشكل فعلي لتلبية احتياجات المواطنين.
المقال السابق
المقال التالي