داما بوست – مارينا منصور| هل فتحت عينيك يوماً لتكتشف أنك لا تستطيع تحريك أطرافك؟ لدرجة أنك لا تفرّق إذا كانت هذه الحالة حلماً أم حقيقة..وتشعر أن هناك أحداً “يتربص بك”..ولا تستطيع الصراخ أو التحدث، باختصار تشعر أنك داخل “فيلم رعب!”..فما هي هذه الحالة الغريبة؟
كشف الحقيقة
تُعرف هذه الحالة بشلل النوم أو “الجاثوم”، وتصيب عدداً من الناس أثناء استيقاظهم من نومهم لعدة دقائق، فيشعرون وكأن أحداً يجلس فوقهم ويمنعهم عن الحركة أو التحدث، فلا يتمكنون من الصراخ أو تحريك عضلاتهم، كما لو أن أطرافهم قد شُلّت.
الجاثوم علمياً هو أحد اضطرابات النوم، ويحدث نتيجة الإجهاد، التفكير المفرط، الضغط النفسي، والتوتر.
والتفسير هو أن الدماغ عند دخول الشخص في النوم يعطي إشارة للجسم أن الشخص سينام، ولولا حدوث هذه الإشارة لكنا نطبق ما نحلم به، كأن تحلم أنك تجري، فتركض فعلاً أثناء نومك، لذلك يمنع الدماغ الجسم عن الحركة، لكن عند حدوث الجاثوم يبدأ الدماغ بالصحو في الوقت الذي لا تزال فيه الإشارة فعّالة، فتفتح عينيك وتستيقظ لكن دون أن تستطيع تحريك جسمك، أي يستيقظ الدماغ ويبقى الجسم نائماً، لذلك تعرف الحالة أيضاً بـ”شلل النوم”.
الجاثوم ليس جنّياً
تكثر الشائعات حول هذه الحالة لفرط الرعب والخوف الذي يشعر بها مَن تصيبه، فلا يستطيع وضع تفسير لها سوى أن هناك شخصاً يمنعه عن الحركة، فيلجأ البعض لتبرير الموقف بوجود “جنّي”، لكن الموضوع ليس هكذا، فهو اضطراب نفسي ينعكس أثره على الجسم بسبب “صحوة” الدماغ المفاجئة.
والجاثوم ليس كابوساً أو حلماً أو خرافة، لأن الشخص يكون مستيقظاً بالفعل، ويشعر بكل ما حوله لكنّ جسمه “مشلول” عن الحركة، وقد يصاحبه “نوبات هلع” لشعور الشخص وكأنه يموت ولا يمكنه فعل شيء، فلا يجب الاستخفاف بهذه الحالة، وخصوصاً إذا تكررت.
كيف أطرد الجاثوم؟
الجاثوم هو عرض لمرض، أي أنه إشارة تنبه المصاب لوجود مرض رئيس وهو القلق المفرط “Stress”، وبهذه الحالة يجب معالجة أصل المشكلة، أي القلق.
قد يكون الأمر لوجود ضغط نفسي نتيجة التعرض لشدّة نفسية، فيلزم مراجعة طبيب أو اختصاصي نفسي لمعالجتها، وقد يكون العلاج معرفياً سلوكياً، أو يحتاج إلى أدوية لتساعد على إزالة القلق، وتنظيم النوم.
كما يمكن اتباع سلوكيات تساعد على الاسترخاء قبل النوم لمساعدة المصاب.
وفي الختام، ندعو إلى وجود ثقافة البحث عن التفسير العلمي لهذه الحالات باللجوء إلى طبيب مختص للمساعدة.