كيف يصنع الأب شخصية ابنته وثقتها بنفسها؟

الأب… أول بطل في حياة ابنته!
عندما نتحدث عن شخصية الفتاة، غالباً ما نركز على دور الأم، لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن الأب هو المهندس الأول لثقة ابنته بنفسها وأنوثتها. إنه ليس مجرد مصدر للحماية، بل هو النموذج الذكوري الأول الذي تتعلم من خلاله الفتاة كيف ترى نفسها وكيف تتعامل مع العالم.

مرآة الأنوثة الأولى

يصنع الأب شخصية ابنته بالطريقة التي يعاملها بها هي الدرس الأهم في حياتها. عندما يُظهر لها الاحترام، ويستمع لأفكارها، ويثني على ذكائها وشخصيتها، فإنه يرسخ في داخلها شعوراً بأنها تستحق التقدير. هذه المعاملة تبني لديها أنوثة قوية وواثقة لا تعتمد على المظهر الخارجي، بل على القيمة الحقيقية لشخصيتها.

ولكن، عندما يكون الأب غائباً أو مؤذياً بانتقاده المستمر أو إهماله، يمكن أن تظهر تشوهات عاطفية عميقة. الكثير من الفتيات اللاتي لم يشعرن بالقبول من آبائهن قد يقعن في علاقات غير صحية في المستقبل، أو يعانين من شك دائم في قيمتهن الذاتية.

بناء الثقة… خطوة بخطوة
الثقة لا تُهدى، بل تُبنى. الأب الذي يشجع ابنته على المحاولة، ويحترم اختياراتها، ويخبرها أن الخطأ ليس فشلاً، يغرس بداخلها الإيمان بأنها قادرة. هذا الدعم اليومي يجعلها تكبر وهي تعلم أن رأيها له قيمة، وأنها تستحق الحب دون شروط.

وعلى العكس، فإن الانتقاد الدائم أو المقارنة بالآخرين يجعلها تشعر أنها “ليست كافية”، مما يدفعها لمحاولة إرضاء الآخرين باستمرار.

مسؤولية تدوم مدى الحياة
تأثير علاقة الأب بابنته لا يقتصر على الطفولة؛ بل يمتد ليحدد خياراتها في علاقاتها العاطفية والمهنية. الفتاة التي نشأت في بيئة من الاحترام غالباً ما تختار شريكاً يعاملها بالاحترام ذاته.

إن دور الأب ليس مجرد دور عاطفي، بل هو مسؤولية تربوية عميقة. الأب الواعي والحاضر يمنح ابنته هدية لا تقدر بثمن: أن تكون امرأة قوية، متصالحة مع نفسها، وواثقة من أنوثتها، وقادرة على خوض الحياة بقلب لا يبحث عن الحب من أي مصدر.

اقرا ايضاً: بين الحب والخوف: لماذا يدمر إخفاء أخطاء الأبناء العلاقة الأسرية؟

اقرا ايضاً: النمو العاطفي والاجتماعي عند الأطفال: دليل لفهم عالمهم الداخلي

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.