عمار ابراهيم – داما بوست| ابتلعت المسابح في حمص ثلاثة أطفال خلال عشرة أيام، في حين لا تزال مأساة ساقية الري مستمرة، ويلجأ الأطفال مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى تراجع مستوى المعيشة لدى معظم العائلات السورية، للبحث عن وسائل ترفيهية بديلة بعد انتهاء المدرسة.
وبات السفر الى المدن الساحلية بذخاً لا حاجة له، وقصد المسابح الخاصة مصروفاً إضافياً يمكن الإستغناء عنه عند الكثير من السوريين، ما جعل معظم الأطفال يتجهون نحو كالأنهر والبحيرات والسدود والسواقي التي تكتظ بهم هرباً من حر الصيف وطمعاً بالمتعة والسباحة.
وتشكل تلك المسابح البديلة خطراً محدقاً بهم كونها مياه عذبة لا تساعد على العوم كمياه البحر المالحة، إضافة لاحتوائها على رواسب وأغصان قد يعلقون بها ومخلفات صلبة قد تسبب لهم جروحا بالغة.
وتشهد ساقية الري في حمص مأساة سنوية متكررة لم تتوقف رغم تعاقب السنوات، حيث تنتشل فرق الإنقاذ في فوج الإطفاء والدفاع المدني عشرات الحالات لأطفال غرقوا في مواقع مختلفة منها، مع دعوات متكررة لإيجاد حلول تمنع وصول الأطفال اليها مع انشغال أهاليهم بتأمين المستلزمات اليومية أو اهمالهم لتحركاتهم.
وسجلت المحافظة خلال الأيام العشرة الماضية وفاة ثلاثة أطفال قضوا غرقاً في الساقية المذكورة، وعملت طواقم الإنقاذ على انتشالهم بعد مرور أيام على ذلك جراء سحبهم بفعل قوة التيار إلى مناطق بعيدة عن مكان الغرق.
وقال قائد فوج إطفاء حمص الرائد إياد محمد لـ “داما بوست” إن: “دور الأهل في هذا الموضوع غاية في الأهمية بالإضافة إلى كبار السن في الأحياء وقيامهم بتوعية الأطفال ومنعهم من الاقتراب من الساقية تحت أي عذر، كما يتوجب القيام بدوريات على مسار الساقية من مختلف الفعاليات الأهلية وعدم الاكتفاء بدور الجهات الحكومية”.
وتحدث الرائد “محمد” عن صعوبات العمل التي تواجه عناصر الانقاذ وأولها عدم الإبلاغ لحظة وقوع حادثة الغرق ما يسبب بتأخر البحث وضياع الغريق في الساقية، كما نعاني من عدم وجود شبكات على مسافات قريبة وبالتالي يجب وضع شباك حديدية كل 2 كم لعدم ابتعاد الجثة مسافات بعيدة”.
من جهته، أشار رئيس مجلس مدينة حمص، المهندس عبدالله البواب لـ “داما بوست” إلى أن: “المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأهالي من حيث الانتباه لأبنائهم ومنعهم من السباحة، علماً أن سور الساقية كان سرق خلال سنوات الحرب التي مرت على المدينة”.
وأضاف “البواب: “تبين أن الأطفال الثلاثة الذين غرقوا في الساقية نزلوا إلى الساقية بقصد السباحة، وكنا قد توجهنا لإحدى المنظمات لتسوير الساقية ورفعنا كتاب لها بهذا الخصوص كون تكلفتها عالية تفوق قدرات المجلس، مع التأكيد مجدداً على أن حالات الغرق كانت بقصد السباحة وبالتالي نعوّل كثيراً على الوعي من قبل الأهالي”.
وتابع رئيس مجلس مدينة حمص: “تيار المياه في ساقية قوي جداً، وللأسف عند التوجه على أطراف الساقية في أي وقت يمكن رؤية عشرات الأطفال المتوجهين للسباحة، وبالتالي نحتاج إلى قوانين رادعة تمنع الاقتراب من الساقية والسباحة فيها”.
يذكر أن حالات الغرق في سواقي وسدود و بحيرات المحافظة تتكرر بشكل دائم مع ارتفاع درجات الحرارة وعجز معظم المواطنين عن التوجه إلى المسابح الخاصة أو المناطق الساحلية نتيجة تراجع مستوى الدخل وبحثهم عن رفاهية مجانية في مسطحات مائية قد تبتلعهم في أي لحظة.
الجدير بالذكر أن ساقية الري المذكورة تمتد لعشرات الكيلومترات في مدينة حمص وريفها ما يجعل انتشال بعض حالات الغرق يأخذ وقتاً طويلاً كونها لاتحتوي على شِباك تلتقط جثة الغريق وبالتالي ابتعادها عدة كيلومترات عن مكان الغرق.