أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الحكم دندي، أن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، شريكة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكاته للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة، عبر الحماية التي توفرها له.
وبين دندي خلال جلسة لمجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إشعال المنطقة، عبر مواصلة عدوانه على قطاع غزة، وتصعيد اعتداءاته على الأراضي السورية، لافتاً إلى شنه أربعة اعتداءات على مطاري دمشق وحلب، خلال العشرة أيام الماضية، ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة، وتهديد حياة المسافرين وتعريض سلامة الطيران المدني للخطر.
وطالب دندي مجلس الأمن، بالخروج عن صمته ووضع حد لتلك الاعتداءات، ومساءلة مرتكبيها، مستعرضاً جرائم التنظيمات الإرهابية المسلحة بحق الشعب السوري، سيما التي طالت حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص، وأسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.
كما تطرق دندي إلى الوجود الأمريكي غير المشروع على الأراضي السورية، واستمراره في انتهاكات وحدة وسلامة أراضيها، عبر دعمه للميليشيات الانفصالية في شمال شرق سورية، والتي قصفت مؤخراً بالطائرات المسيرة، محطتي مياه في محافظة دير الزور، ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان عشرات آلاف المواطنين السوريين من مياه الشرب.
وأضاف: إن واشنطن تتحمل مسؤولية المعاناة الإنسانية في مخيم الركبان، ومخيم الهول الذي تسيطر عليه ميليشيات انفصالية، مطالباً بإغلاقهما وإعادة البلدان الأصلية لرعاياها المحتجزين في الهول.
وعن العقوبات الاقتصادية قال دندي: إن “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يواصلان فرض إجراءات قسرية انفرادية غير قانونية وغير إنسانية على كل القطاعات الحيوية في سورية، بهدف حرمان شعبها من حقه في الغذاء، والصحة، والتعليم، والتنمية، ومسببين له معاناةً اقتصاديةً وإنسانيةً كبيرةً وغير مسبوقة، يفاقمها قيام واشنطن، وبوقاحة قل نظيرها، بسرقة ونهب الثروات الوطنية من القمح، والغاز، والنفط”.
وأوضح القائم بالأعمال بالنيابة، أن سورية تسعى لتحسين الوضع الإنساني، عبر تعزيز تعاونها مع الأمم المتحدة ووكالاتها وبرامجها، من خلال منحهم الموافقات اللازمة لتسهيل عملهم في جميع أرجاء سورية، سيما في السماح لهم باستخدام ثلاثة معابر حدودية، ومعبرين من الداخل عبر الخطوط، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية للسوريين كافة.
وفي هذا الإطار، انتقد دندي تأخر دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين من خلال معبر باب الهوى، واقتصارها على قافلة واحدة من الداخل عبر الخطوط، مبيناً أن ذلك يكشف حقيقة الجهات، التي تقف وراء منع حصول الشعب السوري على احتياجاته الإنسانية، فيما أشار إلى المشاكل التي تواجه الجهود الأممية، من حيث انخفاض تمويل برامجها، إذ بلغت نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية حتى الآن 29.3 % فقط،
وجدد دندي سعي سورية لتسهيل عودة اللاجئين، مشيراً إلى أنها عملية تستلزم توفير الظروف الملائمة لها، أهمها رفع الإجراءات القسرية الانفرادية، وتعزيز تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، بما فيها تمويل جهود إزالة الألغام والمخلفات المتفجرة.