الجفاف وارتفاع التكاليف يضربان إنتاج الحمضيات والزيتون في اللاذقية

شهدت محافظة اللاذقية هذا العام تراجعًا حادًا في إنتاج الحمضيات والزيتون، وهما من أهم المحاصيل الزراعية في الساحل السوري، نتيجة عوامل مناخية قاسية وارتفاع غير مسبوق في تكاليف مستلزمات الزراعة، وسط عزوف متزايد من الفلاحين عن العناية بأراضيهم.

وتفاوتت حالة الأشجار المثمرة بين “جيدة” و”مقبولة”، بحسب المناطق، إلا أن محصولي الحمضيات والزيتون كانا الأكثر تضررًا، بحسب ما أكدته مصادر محلية لصحيفة “الحرية” اليوم السبت.

غياب الدعم.. والأمطار أيضًا

قال فلاحون من ريف جبلة والقرداحة إن موسم هذا العام كان مخيبًا للآمال، مشيرين إلى أن شحّ الأمطار وتزامن الرياح مع فترة الإزهار أضرا بشكل مباشر بالإنتاج.

وأشار أحدهم إلى أنه لم يتمكن من رش المبيدات أو تسميد الأرض بسبب ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة، التي وصفها بـ”الخارجة عن قدرة الفلاح العادي”، ما أدى إلى إهمال مساحات واسعة من الأراضي.

وفي الريف الشمالي الجبلي من المحافظة، تتفاقم الأزمة بسبب وجود ألغام غير مزالة في بعض المناطق، ما يحول دون وصول المهجرين إلى أراضيهم أو استثمارها مجددًا، بحسب ما أفاد أحد الفلاحين المهجرين.

أرقام الإنتاج تنخفض بشكل مقلق

وأوضح رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية، ماجد محمو، أن إنتاج الحمضيات انخفض مقارنة بالعام الماضي، الذي سجّل 540 ألف طن، دون أن يقدّم رقماً محدداً لهذا الموسم، ما يعكس مدى التراجع الحاصل.

كما انخفض إنتاج الزيتون مقارنة بموسم 2023، الذي قُدّر بـ57 ألف طن، مع الإشارة إلى أن العام الحالي يُعد “سنة معاومة”، وهي ظاهرة دورية معروفة في أشجار الزيتون تؤدي إلى ضعف الإنتاج.

أما بالنسبة لمحصول التفاح، فقد أشار محمو إلى أن إنتاج العام الماضي بلغ 10 آلاف طن، لكنه تضرر في الريف الشمالي نتيجة التهجير ونقص الخدمات، مشدداً على الحاجة الماسة إلى تأهيل المناطق الجبلية من حيث إزالة الألغام وتحسين البنى التحتية.

محاولات إنقاذ عبر خطة طوارئ

في ظل تدهور الإنتاج، أعلنت مديرية الزراعة بالتعاون مع اتحاد الفلاحين ومديرية الموارد المائية عن إطلاق خطة طوارئ تهدف إلى جمع مياه الأمطار عبر إنشاء برك وحفر للاستفادة منها في ري الأشجار المثمرة، خصوصًا البساتين المتضررة.

وأوضح محمو أن الهدف من الخطة ليس فقط إنقاذ الموسم الحالي، بل الحفاظ على الأشجار من الجفاف وتأمين استمرارية الإنتاج في المواسم القادمة، وسط آمال بأن يكون العام المقبل أفضل من حيث المناخ والدعم الزراعي.

الزراعة في اللاذقية أمام تحدٍ وجودي

بين الجفاف وتكاليف الإنتاج، يقف مزارعو اللاذقية على حافة موسم زراعي مخيب. ومع غياب الدعم الكافي، ووجود عوائق أمنية مثل الألغام في الريف الشمالي، فإن القطاع الزراعي في الساحل السوري يواجه تحديًا وجوديًا يهدد أحد أهم مصادر الدخل في المنطقة.

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام

الزرعة في سوريااللاذقيةسوريا
Comments (0)
Add Comment