في خطوة لافتة لم تواكبها تغطية رسمية من الجانب السوري، أعلنت وزارة خارجية أبخازيا عن زيارة قام بها وزير خارجيتها، أوليغ بارتيتس، إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى نظيره السوري أسعد الشيباني، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
اللقاء، الذي جرى بقصر تشرين في دمشق، ركّز على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، إلى جانب التنسيق حول المستجدات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تطورات المشهد في منطقة الشرق الأوسط.
وشدّد الطرفان على ما وصفاه بـ”الروابط التاريخية العميقة” التي تجمع بين شعبي سوريا وأبخازيا، مؤكدين أهمية الدفع بالعلاقات الثنائية نحو مستويات متقدمة.
ومن أبرز الملفات التي طرحت خلال الزيارة، استخدام الموانئ السورية كمنافذ لوجستية لعبور البضائع من وإلى أبخازيا، في خطوة تهدف إلى بناء شراكات اقتصادية وتجارية واعدة، وفق ما نقلته الخارجية الأبخازية.
كما ناقش الجانبان آفاق التعاون في مجالات البنية التحتية والنقل والخدمات اللوجستية، بما يسهم في خلق بيئة أعمال مشتركة.
الجانب الثقافي والاقتصادي حظي أيضاً باهتمام خاص، حيث تم استعراض تحضيرات مشاركة أبخازيا في الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي، والمزمع إقامته بين 27 آب و5 أيلول المقبلين، كخطوة لتعزيز الحضور الاقتصادي والثقافي الأبخازي في سوريا.
وخلال الزيارة، وجّه وزير خارجية أبخازيا دعوة رسمية إلى الشيباني لزيارة أبخازيا، وأخرى للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لزيارة العاصمة سوخومي، في إطار دعم العلاقات السياسية بين الجانبين.
كما التقى الوزير الأبخازي بممثلين عن الجاليات الأبخازية، والأديغية، والشركسية المقيمة في سوريا، مؤكداً أن حكومته تعمل على تسهيل زيارات أبناء الشتات إلى وطنهم الأم، وتطوير برامج منح جامعية ومشاريع ثقافية تهدف إلى إعادة وصل الجاليات بجذورها.
اللافت في هذه الزيارة، التي وصفتها أبخازيا بـ”الناجحة”، أن وسائل الإعلام الرسمية السورية ووزارة الخارجية لم تُصدر أي بيان أو تعليق بشأنها، ما يثير تساؤلات حول الطابع غير المعلن للقاء، وأبعاده السياسية المحتملة في ظل السياقات الإقليمية المعقدة.
وتُعد أبخازيا إقليماً انفصالياً يقع ضمن الحدود الجغرافية المعترف بها دولياً لجمهورية جورجيا، غير أنها أعلنت استقلالها في عام 1991 بدعم مباشر من روسيا. وتعتبر الأمم المتحدة وأغلب دول العالم هذا الإقليم – إلى جانب أوسيتيا الجنوبية – أرضاً جورجية محتلة، وترفض الاعتراف بسيادتهما.
وفي بيان صدر بتاريخ 17 أيار الماضي، جدّد السيناتور الجمهوري جو ويلسون، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، دعوته للحكومة السورية الانتقالية إلى التراجع عن قرار الاعتراف الذي اتخذه النظام السابق بكل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وأكد ويلسون أن “أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا تمثلان جزءاً لا يتجزأ من الأراضي السيادية لجورجيا”، معتبرًا أن إلغاء هذا الاعتراف سيمثّل مؤشراً واضحاً على التزام سوريا بالمسار السياسي الجديد.
اقرأ أيضاً: أبخازيا تعلن تعزيز علاقاتها مع سوريا رغم الاعتراضات الأميركية