“إسرائيل” تنشئ “منطقة عازلة” في سوريا وتراقب السوريين عبر السوشيال ميديا

كشف موقع “واي نت” العبري عن تحركات ميدانية لجيش الاحتلال داخل الأراضي السورية المحاذية للجولان المحتل، مشيراً إلى أن “تل أبيب” تعمل بشكل حثيث على إنشاء “منطقة عازلة” محصنة داخل الأراضي السورية، وذلك ضمن استراتيجية أمنية تقوم على المراقبة المستمرة، لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي السورية.

ووفق التقرير، فإن هذه الإجراءات تأتي بعد مرور نحو ستة أشهر على سقوط النظام السوري، حيث بدأت قوات الاحتلال بالتوغل في المناطق الحدودية. وقد ظهرت ملامح “المنطقة الأمنية العازلة” التي شرعت “إسرائيل” بترسيخها على امتداد الشريط الحدودي في الجولان، في ظل أوضاع أمنية لا تزال متقلبة وتشهد تغيرات يومية متسارعة.

ويبدو أن “إسرائيل” تسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض من خلال تحصين وجودها العسكري، بالتوازي مع ما تسميه “تأمين الحدود”، متجاهلة بذلك القوانين الدولية التي تحظر التدخل في أراضي دولة ذات سيادة.

 

التعامل مع المدنيين السوريين: الأمن أولاً

التقرير أشار إلى تصريحات العقيد “بني كاتا”، قائد اللواء 474 في الجولان المحتل، والذي قال إن “السكان المحليين في المناطق السورية الحدودية يُشكلون عاملاً أساسياً في جهود الدفاع عن إسرائيل”. وكشف “كاتا” عن عملية قامت بها قواته في إحدى القرى السورية بتاريخ 9 كانون الأول /ديسمبر الماضي، حيث تم الدخول إليها ومطالبة السكان بتسليم أسلحتهم، مضيفاً أن قواته غادرت بشاحنتين محملتين بالسلاح.

وأشار “كاتا” بوضوح إلى أن أي مساعدات تقدم للسوريين في تلك المناطق ترتبط بالمصلحة الأمنية الإسرائيلية فقط، مؤكداً: “أنا هنا لحماية الإسرائيليين، لا لتحمل مسؤولية المدنيين السوريين”.

 

مراقبة مكثفة لمواقع التواصل الاجتماعي السورية

من أبرز ما كشف عنه التقرير، هو استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواقع التواصل الاجتماعي السورية كمصدر رئيسي للمعلومات الاستخبارية. وأوضح “كاتا” أن عدد المتغيرات اليومية على الجبهة السورية “مذهل”، ما يفرض رصداً دائماً لما يُنشر على المنصات مثل تيك توك، فيسبوك وغيرها، بهدف تتبع تحركات القوات وفهم اتجاهات الرأي العام المحلي.

وقال كاتا: “في وحدتي السابقة، كنت أراجع تيك توك لأراقب تصرفات الجنود عند تسلُّم السلاح. لا أنشر شيئاً، لكنني أراقب كل ما له علاقة بالأمن العملياتي. وعلينا أن نفترض أنهم أيضاً يراقبون كل شيء”.

 

مخاوف من “مستنقع جديد” في سوريا

التقرير اختتم بالإشارة إلى القلق الذي يعتري قيادة جيش الاحتلال من أن تتحول هذه المنطقة الحدودية إلى “مستنقع” مشابه لتجربة لبنان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، مشدداً على أن التحديات هناك ليست فقط عسكرية، بل ترتبط بتفاعل مع بيئة سكانية معقدة وظروف سياسية متقلبة.

يُظهر هذا التقرير أن “إسرائيل” لا تكتفي بالتدخل العسكري المباشر في سوريا، بل باتت تعتمد بشكل منهجي على “المراقبة الرقمية” لرصد ديناميات الداخل السوري. وبذلك، تجمع بين تكتيكات الاحتلال الكلاسيكية وأساليب الحرب السيبرانية، في محاولة لفرض معادلة أمنية جديدة داخل الحدود السورية.

 

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام

اسرائيلالجولان المحتلمنطقة عازلةوسائل التواصل الاجتماعي
Comments (0)
Add Comment