داما بوست _ كاترين الطاس| من الطبيعي أن نسمع عن أنواعٍ كثيرة من الموسيقى التي من الممكن أن تجذب الشباب وخاصة بسن المراهقة في ظل التطور الرقمي الذي نعيشه.. ولكن، في الآونة الأخيرة بدأ ينتشر نوع من أنواع الموسيقى الغريبة على مجتمعنا السوري أو حتى المجتمعات الشرقية عموماً يُطلق عليه “المخدرات الرقمية”..
وسُميت بهذا الاسم لتأثيرها على الشخص المستمع لها لفترات طويلة حيث تؤدي للإدمان، ولكنه إدمان من نوعٍ آخر.. فما هي “المخدرات الرقمية”.. وما مدى خطورتها على الشباب.. وهل هناك فعلاً عوامل مشتركة بينها وبين المخدرات التقليدية؟
“داما بوست” تواصلت مع الطبيب الأخصائي في علم النفس “حازم الراعي” والذي تحدث في البداية عن طريقة عمل هذا النوع من الموسيقى، قائلاً: “المخدرات الرقمية أو ما يُطلق عليه اسم “Digital Drugs” هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى على سبيل المثال وترددات أقل إلى الأذن اليسرى، فيحاول الدماغ جاهداً أن يوحد الترددين للحصول على مستوى واحد للصوت، الأمر الذي يتركه في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربائية التي يرسلها، ومن هنا يختار المروجون لمثل هذه المخدرات، نوع العقار الذي تريده”.
ويتابع: “المروجون لهذا النوع من المخدرات ومن خلال دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية التي تصدر عنه بعد تعاطي نوع محدد من المخدرات يمكنهم تحديد حالة النشوة المرغوبة، حيث كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطاً معيناً من النشاط الدماغي، فمثلاً عند سماع ترددات الكوكائين لدقائق محسوبة فإن ذلك سيدفع لتحفيز الدماغ بصورة تشابه الصورة التي يتم تحفيزه فيها بعد تعاطي هذا المخدر بصورة واقعية”.
وأشار الطبيب إلى أن هناك ترددات تقريباً لكل نوع من المخدرات، مثل الكوكائين وميثانفيتامين وغيرها الكثير، منها الذي يدفعك للهلوسة وآخر للاسترخاء أو حتى للتركيز وهكذا.
أما عن شروط الاستخدام، فأوضح الطبيب بأن “المروجون غالباً ما يقدمون شروطاً للمستخدم في سبيل الحصول على المفعول التام لهذا المخدر، حيث أن البعض يقول إنه لابد من الاسترخاء الكامل وتغطية العينين، ومنهم من يطلب شرب ماء قبل الاستماع وغيرها من الشروط التي قد تصل إلى حد المبالغة في بعض الأحيان”.
وختم الطبيب حديثه بالقول: “هناك مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الانترنت، دون رقابة رسمية أو حظر مقابل القليل من الدولارات”، مؤكداً بأنه يجب الوقاية والحذر منها لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.