تواصلت مظاهر الفلتان الأمني في محافظة درعا، حيث شهدت مناطق متفرقة خلال الساعات الماضية سلسلة من الحوادث التي تعكس تدهور الأوضاع الأمنية.
ففي مدينة جاسم، سُمع دوي انفجار تبيّن أنه ناجم عن إلقاء قنابل يدوية خلال شجار بين شبان محليين تطور إلى استخدام السلاح، وأسفرت الحادثة عن وقوع إصابات.
وفي ريف درعا الغربي، ألقى مجهولون قنبلة صوتية بالقرب من كازية النابلسي شمالي مدينة نوى، بينما شهدت مدينة طفس حادثة مماثلة، حيث ألقى مجهولون قنبلة صوتية في أحد أحيائها. كما تكرر المشهد في الحي الشمالي من مدينة الحارة بريف درعا الشمالي.
إقرأ أيضاً: درعا: توتر أمني واغتيالات تطال قياديًا سابقًا في الصنمين
وفي تصعيد آخر، وقعت في بلدة نصيب حادثة اختطاف شاب من داخل إحدى المزارع. وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن الخاطفين كانوا يرتدون زي الأمن العام، وقاموا بعد خطف الشاب بالتواصل مع ذويه وطلب فدية مالية قدرها 500 ألف دولار أمريكي.
الحادثة أثارت غضباً واسعاً في المنطقة، وسط تساؤلات عن الجهة التي تقف خلف هذه العملية، ما يعكس هشاشة المشهد الأمني وعمق الأزمة في الجنوب السوري.
وقبل أيام قليلة، عقد العميد شاهر جبر عمران، قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا، اجتماعًا أمنيًا موسعًا، ضمّ عددًا من كبار القادة العسكريين والأمنيين في المحافظة، في سياق الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة وتكثيف التنسيق بين مختلف الجهات المعنية.
واختُتم الاجتماع بالاتفاق على تشكيل غرفة تنسيق مشتركة تضم كافة الأجهزة الحاضرة، تعمل بشكل متواصل على متابعة الأوضاع الميدانية ورفع تقارير دورية إلى القيادة، بما يضمن حسن تنفيذ الخطط الأمنية وتعزيز الاستجابة السريعة.
ويُعد هذا الاجتماع جزءاً من خطة أوسع وضعتها القيادة الأمنية والعسكرية لإعادة الأمن الكامل إلى محافظة درعا، ومواكبة المرحلة المقبلة التي تتطلب جهداً جماعياً لضمان السلام والاستقرار المستدام في المنطقة.
ويظل الفلتان الأمني في درعا انعكاسًا حادًا لتعقيدات المشهد السوري، حيث تتداخل عوامل داخلية وخارجية في رسم ملامح الفوضى. وبينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر لهذا الانفلات، تبقى الحاجة ملحة لحلول شاملة تعالج جذور الأزمة، من غياب الدولة الفاعلة إلى انتشار السلاح والتدخلات الإقليمية، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى هذه المحافظة.
إقرأ أيضاً: طفس: 3 قتلى من عائلة الزعبي والأمن الداخلي يتدخل لاحتواء التوتر