أصدرت محكمة تركية في ولاية هاتاي، أحكامًا بالسجن بحق 22 عنصرًا من حرس الحدود التركي (الجندرما)، على خلفية مقتل لاجئين سوريين وتعذيب آخرين أثناء محاولة عبورهم الحدود من سوريا إلى تركيا.
وبحسب ما أفادت به صحيفة “سوزجو” التركية فقد قضت المحكمة بالسجن المؤبد على أربعة من الجنود، بينما صدرت بحق البقية أحكام متفاوتة بالسجن، وصلت في بعض الحالات إلى سبع سنوات ونصف، بتهم تشمل التعذيب، وإخفاء الأدلة، ودفن الجثث دون إذن رسمي.
تعود القضية إلى 11 آذار 2023، حين ألقت قوات الجندرما القبض على تسعة لاجئين سوريين دخلوا الأراضي التركية بشكل غير نظامي، حيث نُقلوا إلى مركز شرطة لتوثيق عدم تعرضهم للتعذيب، ثم أُحيلوا إلى مخيم للترحيل.
لكنّ تقارير إعلامية ومصادر حقوقية تركية أكدت تعرض اللاجئين داخل المخيم لضرب مبرح باستخدام عصي خشبية وحديدية، وإجبار بعضهم على شرب مادة “الديزل”، بالإضافة إلى الإهانة والتعذيب الذي استمر لساعات.
وأفادت الصحيفة أن لاجئين اثنين قضيا تحت التعذيب، حيث دُفن أحدهما في ساحة تابعة للوحدة العسكرية، بينما تُرك الآخر أمام مركز الترحيل. واستندت المحكمة في أحكامها إلى اعترافات عدد من الجنود، وشهادات أربعة لاجئين آخرين نجا بعضهم من التعذيب.
وتستضيف تركيا حاليًا أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، حيث يعيش فيها نحو 2.68 مليون شخص تحت بند “الحماية المؤقتة”، بحسب إحصائيات إدارة الهجرة التركية الصادرة في 19 حزيران الجاري.
وتكررت على مدار السنوات الماضية تقارير توثق انتهاكات طالت اللاجئين السوريين على الحدود، بما في ذلك إطلاق نار مباشر داخل الأراضي السورية، وممارسات قاسية بحق من يحاولون العبور.
وتسعى منظمات حقوقية محلية ودولية إلى توثيق هذه الانتهاكات، ومطالبة السلطات التركية بإجراء تحقيقات شفافة، وضمان عدم إفلات المسؤولين عنها من المحاسبة.
إقرأ ايضاً: تراجع كبير في أعداد اللاجئين السوريين بتركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة