رياح الشمال مع حزب الله.. الحرب الشاملة ستحرق قلب الكيان الإسرائيلي  

داما بوست-خاص| جيش الاحتلال الإسرائيلي الغارق في رمال غزة المتحركة يواجه حرباً صعبة مع المقاومة الفلسطينية التي تحقق إنجازات نوعية تشكل علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو لا شك سيرتكب حماقة كبيرة فيما لو فكر بنقل الحرب نحو الجبهة الشمالية حيث حزب الله بالمرصاد وبقدرات كبيرة تفوق طاقة العدو على تحملها، مقارنة مع إمكانيات المقاومة المتواضعة في غزة.

لاشك أن الحرب التي يفكر الكيان الصهيوني في خوضها ضد حزب الله ستكون كارثية على الكيان ولن يتخلص من تبعاتها على المدى الطويل، فالمقاومة في لبنان باتت أصلب عوداً وصموداً، وقادرة على تدمير عمق الكيان الصهيوني، وكانت رسالة المقاومة في حزب الله واضحة عبر “الهدهد” الذي أخبر الكيان بالخبر اليقين بأن حزب الله قادر على الوصول لعمق الحياة في قلب الكيان، وضرب أهم النقاط والمواقع.

الحرب الشاملة، لن تكون في مصلحة الكيان الصهيوني ومن يتحالف مع هذا الكيان ويمد يد العون له،   والقتال ضد حزب الله في دقيق العبارة، ووفق محللين سوف يكون مهمة أصعب بكثير لـ “إسرائيل” من الحرب على غزة، فالحزب اللبناني المقاوم يملك ترسانة كبيرة من الصواريخ بوسعها دك عمق الكيان رغماً عن أنف الدفاعات الإسرائيلية المضادة للصواريخ، وقباب الكيان الحديدية.

الولايات المتحدة ترتعد خوفاً من فكرة الحرب الشاملة، فهي تخاف على حليفتها من الزوال والفشل أمام تكيكات المقاومة الجديدة في لبنان ودقة نيرانها، وواشنطن على حد زعمها تخوض عملية دبلوماسية، ومشاورات مكثفة إلى حد ما مع الإسرائيليين واللبنانيين وغيرهم لمنع اندلاع الحرب الشاملة.

الكيان الصهيوني شدد على لسان وزير حربه يوآف غالانت، في ختام زيارة له إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، على أن الاحتلال لا يريد حربا شاملة مع حزب الله اللبناني، لكن غالانت كشف عن أعلى ما يمكن فعله وهو تدمير المناطق السكنية وقتل الأبرياء كما يفعلون في غزة، لكن لا قدرة لهم على النيل من المقاومة، وقالها بوضوح “بإمكاننا إلحاق أضرار جسيمة بلبنان إن اندلعت الحرب”، لكنه لم يجرؤ على القول بإمكانية إلحاق أي ضرر بالمقاومة.

تهديدات الكيان الإسرائيلي للبنان نابعة من ضعفه أمام حزب الله، لذلك تراه يهول ويهدد بلسان غالانت بجعل لبنان يعود للعصر الحجري، لكن المقاومة إن نسي غالانت تمتلك من القوة ما تستطيع بها إعادة الكيان ليس إلى العصر الحجري وحسب بل إلى الأماكن التي قدم منها المستوطنون.

المواجهة المفتوحة المحتملة مع حزب الله في الشمال يحسب لها الكيان الصهيوني ألف حساب قبل خوضها، ويتساءل كثيرون في “إسرائيل” عن كيفية مواجهة جيش احتلالهم لحزب الله وهو في حالة عدم جهوزية، بسبب “الغرق” في قطاع غزة منذ ثمانية شهور.

والمتتبع لما يحصل في عمق الكيان يتأكد من حالة اليأس المطلق التي تعشعش في نفوس المستوطنين وساسة وعسكر الاحتلال، والخوف من المواجهة مع حزب الله، ويقولون بالحرف “لم يعد لمعظمنا منذ الآن أمل حقيقي من الساحة السياسية، من الجيش الذي عرف مسبقاً الحقيقة أيضاً بالنسبة للإنجازات المحدودة في غزة، بنى ونفذ خطة تضمن ألا يكون أكثر من إنجاز محدود والآن يحاول أن يسوق أن هناك نصراً كبيراً أساساً كي لا يقولوا له إذهب إلى لبنان”.

ويقولون في داخل الكيان والكلام هذا لكاتب صهيوني “درك أسفل تاريخي في الثقة بقدرة الجيش على الإيفاء بأهدافه، كما أن معدلات الثقة برئيس الأركان وبتقارير الناطق العسكري هبطت إلى درك أسفل غير مسبوق”، وهذا يظهر حالة اليأس وانعدام الثقة بجيس الاحتلال من قبل ما يسمى “الشعب الإسرائيلي”.

الكيان في وهن غير مسبوق وقوة ردعه تآكلت وأصابها الصدأ، وجيش الاحتلال في حقيقة الأمر غير جاهز لأي حرب بعد انكساره في غزة، وانكساره أمام حزب الله الذي يساند المقاومة في القطاع بكل قوة، والطريق الوحيد للكيان هو الإذعان بالإخفاق أمام محور المقاومة ووقف الحرب على غزة، وعدم التفكير في شن أي حرب على لبنان ومقاومته، وكل شي سوى ذلك مجرد سخافة، فحزب الله قوة ضاربة تعادل الجيوش ويمكنه تحدي “إسرائيل” بكل ثقة واقتدار والميدان خير من يخبر عن ذلك.

و”إسرائيل” تدرك هذه الحقيقة وتدرك أيضاً أنّ حزب الله هو خصمها الأشد شراسةً والأكثر تقدماً، وأكثر فتكاً وقوة من حماس في قطاع غزّة، وصواريخه قادرة على الوصول إلى جميع أنحاء “إسرائيل”.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

الاحتلال الإسرائيليالكيان الإسرائيليالمقاومة الفلسطينيةحزب اللهغزة
Comments (0)
Add Comment